جثتا أب وابنه ممزقتين تحت الماء.. كواليس ٤ أيام بحث لحل لغز جريمة هزت أطفيح
خطة شيطانية أعدها أربعيني للتخلص من خصمه وابنه الصبي بعد خلاف مالي على صفقة مخدرات. خطة ظن معها الرجل أنه بصدد اختراق قاعدة قل ما تكسرت وهي "مافيش جريمة كاملة" إلا أن دهاء وحنكة رجال المباحث الجنائية بالجيزة كتبوا السطر الأخير في رحلة حريته والزج به وابنه خلف القضبان.
الأسبوع الماضي تلقى مأمور قسم شرطة أطفيح بلاغا بتغيب شخص يدعى "س." وابنه "عبد الحميد" ١٧ سنة في ظروف غامضة.
نشرت الشرطة أوصاف الأب وابنه بنشرة وزعت على الأقسام المحيطة مع تنشيط مصادر المعلومات السرية ورصد علاقات الاثنين بحثا عن طرف خيط يفك طلاسم الواقعة.
الأحد الماضي تلقى مسؤول غرفة عمليات الحماية المدنية بالجيزة إشارة من إدارة شرطة النجدة بالعثور على جثة طافية بنهر النيل بأطفيح.
انتشل رجال الإنقاذ النهري جثة الصبي "عبد الحميد" المبلغ بتغيبه لكن الطب الشرعي اثبت تلقيه طعنات بالجسم قبل التخلص منه بنهر النيل.
داخل مكتبه بمقر مباحث قطاع الجنوب جلس العميد محمد مختار يفند أوراق القضية قيد الفحص. خطة محكمة أعدها رئيس مباحث القطاع تركزت على مراجعة خطوط السير المعتادة للمجني عليه ووالده وفحص علاقاته وتعاملاته المالية.
خطة بحث ترجمها رئيس مباحث أطفيح ومعاونوه على أرض الواقع تحت إشراف العقيد محمد أبو القاسم مفتش فرقة الشرق وصولا إلى مشاهدة للضحيتين مع أربعيني وابنه.
انتقل رجال المباحث الجنائية برئاسة اللواء محمد الشرقاوي إلى مرحلة تضييق الخناق على المشتبه بهما وتنشيط مصادر المعلومات إذ تبين وجود خلافات مالية بين الطرفين انتهت بمقتل أحدهما على يد الآخر.
٤ أيام من البحث والتحري قادت رجال المباحث إلى كشف الحقيقة كاملة. رجل يبلغ من العمر ٤٩ سنة وابنه ١٩ سنة قتلا شخصا وابنه طعنا بسلاح أبيض ثم تخلصا من الجثتين بنهر النيل خشية كشف جريمتهما.
عقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة العامة تمكن الرائد مصطفى المهدي رئيس مباحث أطفيح ومعاونه الرائد عبد الحليم الجيار من ضبط المتهمين وأقرا بارتكاب الجريمة بسبب خلافات مالية على مخدرات.
تحرر المحضر اللازم بالواقعة وأحاله اللواء هشام أبو النصر مدير أمن الجيزة إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسهما على ذمة التحقيقات مع استمرار جهود البحث عن جثمان الأب.