المشهد الأسوأ في العيد.. حكاية خطأ متكرر يبطل صلاة الآلاف وتعليق حاسم من الأزهر
أثارت صورة متداولة لصلاة العيد بإحدى المحافظات يصطف فيها النساء جوار الرجال في ساحة كبيرة تعج بالمصلين في أول أيام العيد، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي في مشهد يتكرر كل عام خلال عيدي الفطر والأضحى، وعلقت عليها دار الإفتاء المصرية.
ورغم أن دار الافتاء أصدرت قبيل العيد بأيام تحذيرات متكررة، إلا أن المشهد يعيد نفسه من جديد مع كل عيد في تعدٍ صريح على قواعد الشرع الشريف وقوانين المحافظة على الآداب العامة المنظمة لقواعد الاجتماع بين الرجال والنساء في الأماكن العامة.
حكم صلاة الرجال إلى جوار النساء في صلاة العيد
وحسب مركز الأزهر العالمي للفتوى خلال الرد على سؤال "ما حكم صلاة الرجال إلى جوار النساء في صلاة العيد؟"، وجاء رد المركز عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” كالتالي:
ينبغي الفصل بين الرجال والنساء إذا أقيمت الصلاة، فيصطف الرجال في الصفوف الأولى ثم الصبيان ثم النساء؛ ولا تقف المرأة عن يمين الرجل ولا عن شماله؛ فعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: ألا أحدثكم بصلاة النبي ﷺ: «فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَصَفَّ الرِّجَالَ وَصَفَّ خَلْفَهُمُ الْغِلْمَانَ، ثُمَّ صَلَّى بِهِمْ فَذَكَرَ صَلَاتَهُ»، ثُمَّ قَالَ: «هَكَذَا صَلَاةُ -قَالَ عَبْدُ الْأَعْلَى: لَا أَحْسَبُهُ إِلَّا قَالَ: صَلَاةُ أُمَّتِي-». [أخرجه أبو داود]
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «صَلَّيْتُ أَنَا ويَتِيمٌ، في بَيْتِنَا خَلْفَ النبيِّ ﷺ، وأُمِّي أُمُّ سُلَيْمٍ خَلْفَنَا». [متفق عليه].
وفي هذا التنظيم والترتيب تعظيم لشعائر الله، وحفاظ على مقصود العبادة، ومنع لما قد يخدش الحياء، أو يدعو لإثم، أو يتنافى مع الذوق العام.
وقد رغَّب سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) في تخصيص باب من أبواب مسجده لخروج النساء تأكيدًا على هذه المعاني، فعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال (صلى الله عليه وسلم): «لَوْ تَرَكْنَا هَذَا الْبَابَ لِلنِّسَاءِ». [أخرجه أبو داود]
وعليه؛ فلا ينبغي أن تُصلِّي المرأة بجوار الرجل إلا في وجود حائل بينهما، فإن صلَّت بجواره دون حائل فالصلاة باطلة عند الأحناف، ومكروهة عند جمهور الفقهاء.
تعليق من دار الإفتاء
ردت دار الإفتاء على الصور التي تم تداولها صباح اليوم، السبت، لسيدات وفتيات يؤدين صلاة عيد الفطر المبارك بجوار الرجال.
وقال الدكتور عباس شومان، المشرف على الفتوى بالأزهر، عبر صفحته على "فيسبوك": "صلاة الرجال والنساء مختلطين جنبا إلى جنب في أي مكان سوى الحرمين صلاة باطلة، وبدعة يجب أن تمنع، لا فرق بين كونها في بلد إسلامي أو بين الجاليات في دول غير إسلامية".
وكانت دار الإفتاء المصرية، أصدرت تحذيرا للرجال والسيدات بشأن صلاة عيد الفطر المبارك في الساحات.
وأكدت دار الإفتاء المصرية أن صلاة الرجال بجوار النساء في مصلى العيد في صف واحد دون فاصل أو حاجز لا يجوز شرعا، وتعد صريح على قواعد الشرع الشريف وقوانين المحافظة على الآداب العامة المنظمة لقواعد الاجتماع بين الرجال والنساء في الأماكن العامة.
واعتاد بعض المصلين من الرجال والنساء كل عام، أداء صلاة العيد في الساحات بجوار بعضهم البعض، وعدم وجود أي فاصل بينهم، رغم تحذيرات دار الإفتاء.