مع استقبال عيد الأضحى.. سكان قطاع غزة لا يريدون مزيدا من الحروب
تهديدات للسلم وتخوف من الحروب المتتالية على هذا الوقع يعيش سكان قطاع غزة بين حرب ما زالوا يعانون من أثارها وحرب أخرى تطرق الأبواب. يأتي عيد الأضحى احد أهم الأعياد لدى سكان القطاع وسط أوضاع أمنية هشة لا يرغبوا في تطورها وانجرار القطاع لحرب جديدة مع الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى أوضاع اقتصادية صعبة ومعقدة تحول دون قدرتهم على توفير الأضحية أو ثمنها.
فمع استقبال عيد الأضحى المبارك واستعداد المواطنين لشراء اللحوم والأضاحي تبين من سوق المواشي في غزة أنه ثمة وفرة بالأضاحي ولكن الطلب عليها منخفض بسبب ارتفاع أسعارها وتراجع القدرة الشرائية لدى المواطنين.ارتفاعا كبيرا بأسعار الأعلاف والشعير منذ عدة أسابيع وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار اللحوم التي لمسها المواطن الفلسطيني بشكل أكبر مع استعداده لاستقبال عيد الأضحى.
سكان غزة يأملوا أن يسود الهدوء ليقضوا عيد الأضحى بسلام
مجموعة الأوضاع الاقتصادية والصحية والبنية الأساسية للتعليم والكهرباء الصعبة والمعقدة، تجعل سكان قطاع غزة والأهالي لا يرغبون في خوض أي حروب جديدة. فلا حماس ولا حركة الجهاد أو باقي الحركات المسلحة داخل غزة تدفع الثمن. سكان القطاع المدنيين والأهالي البسطاء هم فقط من يدفعوا ثمن الحروب المتتالية والاشتباكات المسلحة التي لا تلبث أن تتحول لقصف شديد يطول كل شيء.
لذلك يرغب سكان القطاع والأهالي أن يقضوا عيد الأضحى القادم بشكل هادئ بلا حروب أو مناوشات أو أي قصف للطيران الإسرائيلي، سئموا من الحروب المتتالية ومن فقد الأبناء والآباء، يرغبوا في العيش بسلام.
تتمتع غزة بواحدة من أعلى الكثافات السكانية في العالم. ووفقا للأمم المتحدة يعيش ما يقرب من 600 ألف لاجئ في غزة في 8 مخيمات مكتظة. ويوجد، في المتوسط، أكثر من 5700 شخص في كل كيلومتر مربع، وهو ما يماثل كثافة السكان في العاصمة البريطانية لندن، لكن هذا الرقم يرتفع إلى أكثر من 9 آلاف شخص في مدينة غزة.تسببت الحروب المتتالية على القطاع إلى معاناة شديدة تشهدها أغلب مناحي الحياة اليومية للمواطنين هناك.
فيعد مثلًا انقطاع التيار الكهربائي حدثًا يوميًا في غزة. وكانت الأسر في غزة تتلقى الكهرباء بالتناوب لمدة 8 ساعات، وينقطع التيار الكهربائي بشكل كامل فترات التصعيد العسكري.
ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فإن معظم المنازل تحصل الآن على الكهرباء لمدة 3 إلى 4 ساعات فقط يوميا.
ويحصل القطاع على معظم طاقته من إسرائيل بالإضافة إلى مساهمات أخرى من محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة وكمية صغيرة من مصر.
يذهب العديد من الأطفال إلى المدارس التي تديرها الأمم المتحدة والتي بات الكثير منها بمثابة مأوى للأشخاص الذين فروا من القصف الأخير. وبحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فإن 64 في المئة من مدارسها البالغ عددها 275 مدرسة تعمل بنظام "الفترتين" فترة صباحية وأخرى بعد الظهر. وبلغ متوسط حجم الفصل الدراسي حوالي 41 طالبا في عام 2019.
قال نقيب أصحاب الملاحم في غزة في تصريحات صحفية تعليقًا على الاقبال الضعيف أن الوضع الاقتصادي صعب والاقبال على الأضاحي ضعيف.
وقال: "السبب هو ارتفاع الأسعار، فسعر الأضحية مرتفع جدا، فسعر كيلو "الخروف" غير المذبوح حوالي 40 شيكلا (حوالي 12 دولار أمريكي)، وهو ليس بمتناول المواطن فتكلفة الأضحية قد تصل إلى 2500 شيكل (733 دولار أمريكي) وهي ليست بالتكلفة البسيطة".
أضاف: "في الأعوام الماضية كان سعر الأضحية حوالي 1000-1500 شيكل (293-440 دولار أمريكي) وهي أسعار كانت بمتناول المواطنين، أما الآن فإن الأسعار ترتفع والرواتب على ما هي عليه".وأشار نخلة النبالي إلى أن "الأضاحي متوفرة بالسوق فهناك 80 ألف رأس من الماشية بالضفة الغربية ثلثها تقريبا بلدي والباقي مستورد من عدة دول بما فيها البرتغال وفرنسا".
وذكر نخلة النبالي أن سبب ارتفاع الأسعار مؤخرا هو الارتفاع الكبير في أسعار الأعلاف والشعير بنسبة تصل إلى أكثر من 80% إثر الأزمة الروسية-الأوكراني.وطالب نقيب أصحاب الملاحم الحكومة بضرورة الوقوف بجانب شعبها، وخفض أسعار الضرائب المفروضة على الأعلاف، وأن يكون لدى وزارة الزراعة برنامج للنهوض بالثروة الحيوانية، واستيراد فقط ما هو بحاجته، فمثلا نحن بحاجة ل10 ألف نستورد فقط 10 ألف، بدل من أن نغرق الاسواق ونحضر 20 ألف، كما وطالب تميز اللحوم، فكثير ما يحدث تزوير في ختم اللحوم على أساس أنها محلية وهي في الأصل تكون مستوردة.
أما عن قطاع غزة أشار المسؤولين عن وزارة الزراعة بالقطاع إنّ هناك ارتفاع محدود جدًا في أسعار الأضاحي هذا العام نظرًا لارتباطه بمراعاة الارتفاع في مستوى مدخلات الإنتاج، مُشيرًا في ذات الوقت إلى أنَّ أسعارها متقاربة مع العام الماضي.وأشار إلى أنّ العوامل التي تُسهم في تحديد أسعار الأضاحي تتعلق بالكميات المعروضة في الأسواق، ومرتبطة أيضًا بأسعارها في الخارج.
صعوبات تواجه سكان غزة في توفير الأضاحي
تكاد تكون تكلفة الأضاحي في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، الأعلى في العالم بوصلها الى أكثر من 700 دولار أمريكي.وتمنع إسرائيل الفلسطينيين من سكان القدس الشرقية من التضحية أمام منازلهم أو الساحات المفتوحة وتقتصرها على المسالخ المرخصة.
سجلت الأسعار في قطاع غزة هذا العام ما بين 17-20 شيكل للكيلوجرام (5- 6 دولار أمريكي).
وبذلك فإن سعر الأضحية في قطاع غزة يصل إلى 350 دولارا أمريكيا،مما يعد منخفض نسبيًا عن الضفة وباقي الأماكن الفلسطينية.
كانت الأضحية بالمتناول للمواطن الفلسطيني ولكن ضعف القوة الشرائية أثرت على المواطنين بسبب الوضع الاقتصادي الصعب فالموظف في الحكومة يتلقى منذ عدة أشهر نحو 80% من راتبه شهريا فكيف سيكون بإمكانه ذبح أضحية خاصة مع ارتفاع الأسعار، بالإضافة الى ارتفاع الأسعار العالمية مما يمثل ضغوط شديدة على المواطن الفلسطيني، خاصة وأن أسعار الأضاحي بفلسطين مرتفعة جدا مقارنة مع الدول الأخرى ولربما هنا هي الأغلى في العالم.