ليلة لم تنم فيها المنيب.. تفاصيل مروعة عن جريمة الـ30 طعنة وسط الشارع
شاب في مقتبل العمر يهرول بملابس ملطخة بدماء أخيه مغادرًا منطقة سكنه وسط ذهول وصدمة الجميع في مشهد غير مألوف لأهالي المنيب غرب الجيزة.
لحظات من الصمت توقفت عندها عقارب الساعة الكل يجاهد عقله لاستيعاب ما أبصرته أعينهم للتو بينما عمد بعضهم إلى طرح خارج الصندوق "أكيد دا مسلسل أو برنامج مقالب" لكن الحقيقة بدت دموية تحمل في طياتها فصل جديد من مسلسل متعدد الحلقات لجرائم "قابيل وهابيل".
ما إن تطأ قدماك حارة مصر والسودان شارع جمال عبد الناصر بمنطقة المنيب تشتم رائحة الموت التي تطبق على الأجواء معلنة مقتل "محمود.م." على يد أخيه.
عُزلة وآلام نفسية أكثر منها جسدية عانى معها شاب سئم الحياة بكل ما فيها وبات أسير أفكار مشوشة داعمها الأول مرضه النفسي حتى تحول إلى قاتل مزق جسد شقيقه الأكبر وسط الشارع على مرأى ومسمع الأهالي.
يصف شاهد عيان المشهد والمتهم يهرول بالقرب من مدرسة الغمري النموذجي الأزهري "هدومه كلها دم" متذكرًا ملاحقة المارة له "الناس بتشاور عليه وتقول قتل أخوه ودبحه" لكن ماذا عن الجريمة؟
داخل مكتبه المطل على نهر النيل بشارع البحر الأعظم تلقى العميد حسن دكروري مأمور قسم الجيزة إخطارا من مسؤول غرفى عمليات إدارة شرطة النجدة بوقوع جريمة قتل بمنطقة المنيب.
وجه العميد علي عبد الرحمن رئيس مباحث قطاع الغرب رجال البحث الجنائي بسرعة فحص البلاغ والوقوف على ملابساته بالتنسيق مع قطاع الأمن العام.
التحريات الأولية التي أشرف عليها العقيد محمد الصغير مفتش مباحث فرقة الغرب (الجيزة - بولاق الدكرور)، بينت مقتل شاب على يد أخيه الأصغر أمام صيدلية.
جهود البحث والتحري التي قادها المقدم هشام فتحي رئيس مباحث الجيزة توصلت إلى أن المتهم وأخيه كانا يقيمان بمفردهما بشقة العائلة بعد رحيل والديهما. مشادة كلامية حادة نشبت بينهما تطورت إلى مشاجرة سدد على إثرها المتهم 30 طعنة متفرقة بالجسم -الرأس والرقبة والبطن- فأرداه قتيلا وسط بركة دماء، ولاذ بالفرار.
وأعد معاونا المباحث الرائد أحمد الأبيض والنقيب عمر مبارك عدة أكمنة ثابتة ومتحركة لضبط المتهم والسلاح المستخدم في ارتكاب الجريمة، وحضر فريق من النيابة العامة لمعاينة جثمان القتيل تمهيدا إلى نقلها لمشرحة زينهم.