ما هي وكيف تعمل؟.. كل ما تريد معرفته عن منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية
وأنت تتابع أخبار ومستجدات العدوان على غزة والرد عليه بصواريخ المقاومة، سيمر على أذنك مصطلح القبة الحديدية، ليثير تساؤلات حول معناها، وما هي هذه المنظومة الإسرائيلية التي دشنتها تل أبيب لمواجهة وابل الصواريخ القادم من غزة إلى المستوطنات.
يرصد في هذا التقرير أبرز المعلومات عن منظومة القبة الحديدية ومدى نجاحها في صد الصواريخ الفلسطينية، وكيف تطور المقاومة صواريخها لاجتيازها.
ما هو نظام «القبة الحديدية»؟
القبة الحديدية نظام دفاع جوي بالصواريخ ذات قواعد متحركة، الهدف منه هو اعتراض الصواريخ قصيرة المدى والقذائف المدفعية، بدأ تفعيله منذ عشر سنوات تقريبًا، وتم تطوير القبة الحديدية من قبل شركة «رافائيل» لأنظمة الدفاع المتقدمة المحدودة بالتعاون مع شركة «رايثيون» الأمريكية.
بدأ تطوير منظومة القبة الحديدية عام 2007، وبعد خضوعها لاختبارات في عامي 2008 و2009، نُشرت أولى بطاريات القبة الحديدية في عام 2011، وحُدِّث النظام عدة مرات منذ ذلك الحين.
في فبراير 2007، اختار وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتز نظام القبة الحديدية كَحلٍّ دفاعي لإبعاد خطر الصواريخ قصيرة المدى عن إسرائيل، ومنذ ذلك الحين بدأ تطور النظام الذي بلغت تكلفته 210 مليون دولار بالتعاون مع جيش الدفاع الإسرائيلي وقد دخل الخدمة في منتصف عام 2011.
متى ظهرت القبة الحديدية؟
ظهرت الحاجة المُلحِّة لنظام دفاع يحمي إسرائيل من الصواريخ قصيرة المدى بعد حرب يوليو 2006 حيثُ أطلق حزب الله ما يزيد عن 4000 صاروخ كاتيوشا قصير المدى سقطت في شمال إسرائيل وأدّت إلى مقتل 44 إسرائيليًا، وأدّى التخوف من هذه الصواريخ إلى لجوء حوالي مليون إسرائيلي إلى الملاجئ.
سبب مسمى القبة الحديدية
كان لدى رئيس المشروع وفريقه في (إدارة تطوير أسلحة والبنية التحتية التكنولوجية) وقت قليل من أجل ابتكار اسم مناسب للمشروع.
ووفقًا لرئيس المشروع: «أول اسم خطر لي هو (مضاد القسام) ولكن عندما بدأنا بالمشروع أدركت بأنه اسم غير جيد، فجلست أنا وزوجتي من أجل ابتكار اسم مناسب، فاقترحت اسم Tamir كإسم للصواريخ اوالتي تعني (الصوارخ الاعتراضية) واسم (القبة الذهبية) للمشروع ككل وفي الأيام التالية تم الموافقة على اسم Tamir، ولكن كان هناك مشكلة مع اسم القبة الذهبية فلقد كان مبالغ فيه وتم تغييره إلى «القبة الحديدية».
كيف يعمل نظام القبة الحديدية؟
هذا النظام مخصص لصد الصواريخ قصيرة المدى والقذائف المدفعية من عيار 155 ملم والتي يصل مداها إلى 70 كم، ويعمل في مختلف الظروف وتشمل المنظومة جهاز رادار ونظام تعقب وبطارية مكونة من 20 صاروخ اعتراضي تحت مسمى (TAMIR)، وقد بدأت إسرائيل نشر هذا النظام حول قطاع غزة ودخلت حيز التشغيل في النصف الثاني من عام 2010 م.
انتقادات واجهت نظام القبة الحديدية
- انتقدت «القبة الحديدية» لتكلفتها الباهظة حسب البعض، حيث تقدر تكلفة الصاروخ المعترض ما بين 35 ألف و50 ألف دولار، وحتى 62 ألف دولار.
- صدرت انتقادات حول عدم فعالية القبة الحديدية أمام صواريخ القسام إذا أطلقت على مسافات قصيرة جدا، وبإعتبار وجود نظام مضاد للصواريخ آخر أكثر فعالية هو «نوتيلوس الليزر» (Nautilus laser).
- ومن 1995 إلى 2005، طورت الولايات المتحدة وإسرائيل نظام نوتيلوس ولكن جرى تخلي عنه بدعوى عدم قابليته للتجسيد، ومع ذلك، فقد اقترحت وزارة الدفاع الأمريكية شركة نورثروب غرومان لتطوير نموذج أولي متقدم من نوتيلوس سمي Skyguard، وهو شعاع ليزر يستخدم على صواريخ الاعتراض، وتكلفة كل طلقة تكون ما بين ألف وألفا دولار وباستثمارات تبلغ 180 مليون دولار، وتقول شركة نورثروب غرومان أنه من الممكن نشر النظام في 18 شهرا، ورفض المسؤولون الإسرائيليون الاقتراح نظرا لضيق الوقت والتكلفة الإضافية وأصروا على التحسن الذي طرأ مؤخرا على القبة الحديدية، كنظام قادر تماما على اعتراض صواريخ القسام.
- في يناير 2010، قال رؤوفين بيداتسور، المحلل العسكري والأستاذ في جامعة تل أبيب، وفقا لمقال له في صحيفة هآرتس، إن القبة الحديدية كانت أكبر عملية احتيال ضخمة، مع العلم أن زمن رحلة صاروخ قسام إلى سديروت هو 14 ثانية، في حين أن نظام القبة الحديدية يحدد ويعترض الصاروخ بعد 15 ثانية. هذا يعني أن النظام لا يمكن اعتراض الصواريخ ذات مدى أقل من 5 كم. ويلقي المؤلف الضوء على الفجوة الكبيرة بين تكلفة القبة الحديدية صاروخ (50 ألف دولار) وتكلفة صاروخ القسام (300 دولار أو 1000 دولار)، رغم أنه أقل كلفة من صواريخ سام الأخرى (440 ألف دولار لإطلاق صاروخ RIM-116 Rolling Airframe).
- أثيرت انتقادات أن مسار الصاروخ لا يكون مثل الرصاصة التي يكون مسارها مستقيما، وإنما يرتفع راسما قطعا مكافئا قبل أن تسقط على هدفه، ولاستهداف نقطة تقع على بعد 4 كم، فإنه يضطر لقطع مسافة 11 كم. وهكذا، فإنه يدخل مرتين في حقل كشف الرادار (الارتفاع والوقت المستغرق).
- كما أثيرت انتقادات جديدة ضد الفعالية المفترضة لنظام المضاد للصواريخ والمدفعية، وجاءت الانتقادات هذه المرة من علماء يعملون لحساب رايثيون (الشركة العالمية الرائدة في هذا المجال من الصناعة) ورافائيل (الشركة المصنعة للقبة الحديدة)، حيث وجدوا أن النسبة الحقيقية للاعتراضات النجاحة هي حوالي 5% مقابل نسبة 84% التي تفتخر بها الحكومة الإسرائيلية، فالاعتراض الناجح يجب أن يظهر انفجارين، احدهم لصاروخ تامير والآخر للصاروخ أو القذيفة التي يجري اعتراضها. ولكن، أشرطة الفيديو لا تظهر في معظم الأحيان سوى انفجار صاروخ تامير.