التفاصيل الكاملة.. حقيقة حذف سيناء من خريطة مصر على جوجل | شاهد
تصدر هاشتاج سيناء على الخريطة، المواقع البحثية خلال الساعات القليلة الماضية، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك والتغريدات القصيرة "إكس"، تويتر سابقا، حيث انتشرت بها صور لخريطة لا يوجد بها منطقة سيناء.
وزعم البعض أن شركة جوجل أخفت اسم سيناء من خريطة مصر، وربطت تلك الادعاءات بين ذلك والدعوات الإسرائيلية لتهجير أهل غزة إلى سيناء، بالتزامن مع قصف القطاع، الأمر الذي أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي رفضه التام له، وأنه لا تهجير قسري أو نزوح لسكان القطاع.
وجعلت تلك الصور المنتشرة التي لا يوجد بها منطقة سيناء، الكثير يتساءل هل تم حذف اسم المنطقة من خريطة مصر؟، حيث انتشرت الصور على نطاق واسع وتفاعل معها المئات من رواد مواقع التواصل الاجتماعي داخل مصر وخارجها.
هل حقا حذف جوجل اسم سيناء من خرائطه؟
واكتشف عدد كبير من المستخدمين خلال عمليات البحث على جوجل أنه تم بالفعل حذف الاسم الخاص بـ"سيناء" وترك مساحة كبيرة فارغة دون وضع اسم سيناء عليها، فيما أكد البعض أنه تم حذف الاسم اليوم الخميس، "كان متواجدا في وقت سابق ولكنهم تفاجأوا باختفائه".
وقال الفنان المصري عمرو وهبة من خلال حساباته المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي: "ولو فرضا يعني يا جماعة جوجل مابس قررو يشيلوا من الخريطة اسم سينا أو يمسحوا مدينة نصر أو يقفلوا نزلة البحر الأعظم، هل كده مبقوش بتوعنا ولازم نصحى الصبح نديهم لحد، ما براحتهم هتفضل سينا وهتفضل أرضنا عادي؟".
فيما قالت مروة عيد على صفحتها بـفيسبوك: "متصدقووووش أي حاجة سينا موجودة والكونتلا موجودة في مصر على جوجل"، مؤكدة: "شائعات عبيطة وسخيفة ومقرفة زي ولاد كو/هين بالظبط".
وقامت صفحة "صحيح مصر" بتدقيق تلك المعلومات، مؤكدة أن تلك المعلومات غير صحيحة، مشيرة إلى أن اسم سيناء لا يظهر في الخريطة العامة لمصر على جوجل من قبل أحداث غزة، ولا يظهر أيضًا على مواقع أخرى متخصصة في الخرائط، وهذا ليس جديدًا وغير مرتبط بالأحداث في غزة أو أي دعوات لنزوح أهالي غزة إلى سيناء.
وأضافت صفحة "صحيح مصر" في منشور مطول، أن الأمر متعلق بإظهار جوجل على خرائط كل الدول اسم العاصمة فقط، وأسماء المدن وليس المحافظات، ومصر ليس لديها مدينة باسم سيناء، ولكن محافظتين باسمي شمال وجنوب سيناء، لذلك تظهر على خريطة مصر اسم مدينة شرم الشيخ وليس محافظة جنوب سيناء.
وأشارت الصفحة إلى أنه وبالبحث عن اسم سيناء في جوجل، تظهر سيناء بوضوح، والمعلومات المتعلقة بها تحددها داخل مصر، وتشرح أنها أقليم مكون من محافظتي شمال وجنوب سيناء.
وأوضحت الصفحة، أن وهذا يمكن توثيقه إذا ما نظرنا إلى خريطة دولة الأردن على جوجل، إذ يظهر بوضوح اسم مدينة "الرويشيد" أقصى شرق الأردن، والتابعة لمحافظة المفرق، ولا يظهر اسم محافظة المفرق على الخريطة.
كما أشارت إلى أنه بالرجوع إلى برنامج Google Earth Pro، نجد أن جميع الصور الملتقطة والمؤرشفة لخريطة مصر من التسعينات وحتى وقتنا هذا غير مسجل عليها اسم سيناء، ولكن مسجل المدن الهامة مثل شرم الشيخ.
وقال المتحدث الرسمي لشركة جوجل، ردا على مزاعم حذف خرائط جوجل اسم شبه جزيرة سيناء، إن "الشركة لم تجر أي تغييرات على كيفية عرض شبه جزيرة سيناء على تطبيق الخرائط الخاص بها"، موضحا، أن شبه جزيرة سيناء لا تظهر على الخريطة؛ لأن خرائط Google لا تعرض أسماء المقاطعات بشكل تلقائي عند النظر إلى خريطة الدول بل تظهر فقط في حال البحث عنها.
ومن جانبه، قال أستاذ التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى بجامعة القاهرة، الأستاذ الدكتور أبوالعلا عطيفي حسنين، إن هذه الخرائط المنتشرة تأتي فى سياق الحروب الإلكترونية والضغط على مصر في ايجاد وطن بديل للفلسطينيين وتحويل الصراع مع مصر.
حرب نفسية وإلكترونية
وأضاف عطيفي أن الخرائط الجيولوجية هي نوع من البيانات التي تعرب نظم المعلومات الجغرافية التي يتم تسجيلها بالأقمار الصناعية ومن الممكن أن يتم التعديل والإضافة والمسح منها مثلها مثل أي قواعد بيانات وهذا التعديل على الخرائط متاح لأي شخص كما يمكنه مسح أماكن واضافة أماكن أخرى يدويًا من خلال حسابة على جوجل ولكن يتم تحديد السبب في النسخ أو التعديل ويتم مراجعتة من خلال جوجل ويتم التعديل أو الرفض.
وتابع قائلًا إن هذا الضغط على مصر من اللجان الإلكترونية للدول الغربية وإسرائيل لعمل جبهة عريضة لبث القلق والخوف للإدارة المصرية وتخويف الشعب والاتجاة نحو وضع عدم ثقة وشوشرة على القرارات المصرية، مضيفًا أن سيناء وباقي مدن مصر موثقة حدودها على المستوى الوطني وعلى مستوى الحدود بين الدول وموثقة بالأمم المتحدة والمؤسسات الجغرافية الدولية، مختتما أن "هذه ما هي إلا حرب إلكترونية على مصر للتأثير النفسي على الشعوب فهي حرب نفسية".
ومن جانب آخر، قال خبير أمن المعلومات، نبيل بهاء الدين، إنه يمكن أن يكون قد تم إرسال عدة بلاغات إلى جوجل لتغيير اسم سيناء، وتم رفع الاسم مؤقتًا للتأكد من صحته، متابعا أنه لا يمكن تغيير اسم دولة معترف بها دوليا بتقديم بلاغات، إلا في الدول التي لم تحصل على اعتراف دولي كامل، كما يمكن تقديم بلاغات لتغيير أسماء مناطق داخل الدولة.
وأشار إلى أنه تم تغيير اسم فلسطين بالكامل على خرائط جوجل، لتصبح إسرائيل باستثناء قطاع غزة، موضحاُ أن بعض الدول عندما تتفكك أو يحدث بها صراعات داخلية يتغير اسمها.
وأكد الرئيس السيسي، أنه لا يمكن التفريط في أي جزء من الأراضي المصرية لصالح أي طرف، كما أن الشعب المصري لن يقبل بذلك، وهذا رد على ما تم الترويج له بشأن أن تصبح سيناء وطنا بديلا لسكان غزة.
وتغير الوضع في سيناء بعد إنفاق الدولة المصرية 610 مليارات جنيه لتحقيق التنمية الشاملة في كل أرجائها، ويعتبر ما تم إنجازه في سيناء خلال السنوات التسع الماضية، من مشاريع تنموية وخدمية واستثمارية وأخرى تتعلق بالبنية التحتية، غيرت من شكل الحياة تماما وربطت سيناء بمدن الدلتا.
وتعتبر استراتيجية تنمية سيناء في غاية الأهمية، وهو ما قد يغيب عن كثيرين، ومصدر قلق للداخل الإسرائيلي، خاصة أن تعمير سيناء يعني انتقال ملايين المصريين للعيش هناك، وهو ما ستحاول إسرائيل منعه؛ خاصة أن سيناء تشغل حيزا كبيرا في التفكير الإسرائيلي.
والتوسع في تنمية سيناء بشكل شامل أو استغلال ثرواتها يعني زيادة الكتلة السكانية في شبه الجزيرة، وإسرائيل ترى أن هذا الأمر ليس في مصلحتها، وهو ينتبه إليه الرئيس السيسي جيدا.
وبدا الرئيس السيسي واضحا في كلمته الأربعاء مع المستشار الألماني أولاف شولتس، التي جاءت في توقيت مهم للغاية وكان الرئيس في غاية الحسم والردع، وقطع الطريق على كل المحاولات التى تستهدف استدراج الدولة المصرية في هذه الأزمة أو النيل من السيادة المصرية.
وقال الرئيس "إنه إذا كان من الضروري نقل مواطني قطاع غزة إلى خارجه حتى انتهاء العمليات، فيمكن لإسرائيل نقلهم إلى صحراء النقب، لكن فكرة تهجيرهم ونقلهم إلى سيناء أمر مرفوض تمامًا ولن يسمح به شعب مصر وقواته المسلحة وقيادته السياسية مهما كان الثمن".