برشامة وحبل وخطة شيطانية.. جريمة الكوافيرة وابنها تنتهي بجثة الأب في البساتين
سئمت نادية العيش مع زوجها؛ لاعتدائه عليه بالضرب بسبب تأخرها في العمل بـ "كوافير"، فدست له مخدرا في الشاي وأمرت ابنها بتوثيقه بالحبال، قبل أن تُجهز عليه وتخنقه حتى فارق الحياة، ثم صرخت مستغيثة بالجيران:" ألحقوني جوزي مات".
تفاصيل مثيرة وردت في تحقيقات قضية مقتل سائق تاكس على يد زوجته وابنهما في منطقة البساتين، عام 2019.
المجني عليه "علاء م." كان يعمل سائق تاكسي، أما المتهمين فهما زوجته "نادية ا." صاحبة كوافير للسيدات، ونجلهما الأكبر مصطفى.
نهاية عام 2002، تزوج "علاء م." جارته "نادية ا." بعد قصة حب جمعت بينهما، وأقاما في عقار سكني بمنطقة البساتين " إيجار قديم"، رُزقا بثلاثة أبناء (مصطفى ورحمة وشهد).
كانت حياة الأسرة مستقرة هادئة تسير على وتيرة واحدة، الزوج يعمل سائق تاكس، أما زوجته ترعى شئون الأسرة.
بمرور الوقت وزيادة متطلبات الأسرة وقلة الأموال التي يكسبها الزوج من عمله باليومية على "تاكسي"، خرجت الزوجة للعمل وبعد بحث عملت في كوافير سيدات قريب من المنزل.
عمل الزوجين لم يكف إحتياجات الأسرة، فقرر الزوج ترك المسكن (إيجار قديم)؛ للحصول على أموال تُعينه على تحمل أعباء المعيشة وسداد جزء من ديونه المتراكمة.
انتقلت الأسرة إلى منزل متواضع (إيجار جديد) في المنطقة ذاتها، لكن ذلك لم يكن كافيا، بعدما ترك الزوج العمل إثر قيام مالك التاكسي ببيعه. طلبت نادية من زوجها النزول للعمل في كوافير يبعد عدة شوارع عن منزلهم، فرفض، لكّنه قبل لاحقًا.
سريعا ترك الزوج عمله الجديد، وأصبح عاطلا عن العمل، ومع عدم خروجه من المنزل لأكثر من 6 أشهر، دبت خلافات بين الزوجين بسبب تأخر الزوجة في العمل لأوقات متأخرة من الليل.
الجمعة 03 مايو 2019، عادت الزوجة إلى المنزل متأخرة كعادتها، فاعتدى عليها زوجها ضربا، ومنع جيرانه من التدخل للدفاع عنها:"دي مراتي بأدبها".
لم تتحمل نادية العيش مع زوجها، وبدأت تُخطط للتخلص منه، طالبت ابنها "رحمة" بشراء "منوم": "ماما قالتلي روحي اشتري البرشام عشان بابا تعبان"، ثم أعدت كوب شاي لزوجها ودست به المنوم، وانتظرت حتى استغرق في نوم عميق، وطالبت ابنهما الأكبر بتوثيق والدها بالحبال، قبل أن تخنقه حتى فارق الحياة.
"الحقوني.. جوزي مات".. بتلك الكلمات أعلنت الزوجة وفاة زوجها على أهالي المنطقة، مدعية أنها حاولت ايقاظه في الصباح فاكتشفت وفاته،
أبلغ الأهالي أجهزة الأمن، وحضرت قوة أمنية، وبتوقيع الكشف الطبي على الضحية تبين وجود شبهة جنائية.
معاينة النيابة لجثة المجني عليه أظهرت آثار تقييد على قدميه، بالإضافة إلى علامات زرقاء من أثر خنق الضحية بـ"حبل" حتى الموت.
التحريات الأولية بينت أن وراء ارتكاب الواقعة زوجة المجني عليه ونجلهما، بمواجهتهما، اعترفت المتهمة في التحقيقات أنها خططت لقتل زوجه منذ أسبوعين بسبب كثرة مطالبته لها بالأموال ورفضه تأخرها في العمل رغم إنه عاطل منذ فترة طويلة ولا يبحث عن عمل قائلة: "عايزني أصرف عليه.. ومش عاوزني اتأخر في الشغل".
وأضافت المتهمة في التحقيقات أنها ليلة الحادث وضعت "المنوم" لزوجها في كوب شاي، وعندما استغرق في نوم عميق طالبت نجلهما الأكبر "مصطفى" بتقييده من قدميه ويديه خشية استيقاظه فجأة، واستخدمت "حبل" لخنقه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
تحرر المحضر اللازم وبالعرض على النيابة العامة قررت بحبسهما على ذمة التحقيقات
وقررت النيابة حبس المتهمة ونجلها 15 يومًا على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، وطلبت تقرير الطب الشرعي بشأن تشريح جثة المجني عليه.