أزمة إعادة إعمار غزة.. التكلفة بين 15 و50 مليار دولار والمانحون يرفضون في ظل وجود حماس
قال هاشم الشوا رئيس مجموعة بنك فلسطين إن إعادة إعمار المساكن والبنية التحتية في قطاع غزة الممزق جراء الحرب بحاجة لما لا يقل عن 50 مليار دولار.
وقال الشوا إن مجموعته تقدر أن هناك حاجة إلى 15 مليار دولار على الأقل لإعادة بناء المساكن وحدها. وبإضافة إعادة إعمار البنية التحتية، بما في ذلك خطوط الماء والكهرباء والطرق، فإن المبلغ الإجمالي المطلوب من المتوقع أن يتجاوز 50 مليار دولار.
فيما قال محمد مصطفى رئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني إن إعادة بناء الوحدات السكنية في غزة ستتطلب ما لا يقل عن 15 مليار دولار، وذلك بعد أن أدت الحرب التي تشنها إسرائيل على حركة حماس إلى تسوية مساحات واسعة من القطاع بالأرض.
وأكد خلال حديثه في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أن القيادة الفلسطينية ستركز، على المدى القصير، على المساعدات الإنسانية بما في ذلك الأغذية والمياه، لكن التركيز سيتحول في نهاية المطاف إلى إعادة الإعمار.
وقال مصطفى "إذا استمرت الحرب في قطاع غزة، فمن المرجح أن يودي الجوع بحياة أشخاص أكثر ممن قد يُقتلون في الحرب".
وأكد أن الخطوات الأولى ينبغي أن تتمثل في إعادة الأغذية والأدوية والمياه والكهرباء إلى القطاع المحاصر.
جاء ذلك بينما دعا الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتصوغ "الدول القوية إلى تشكيل تحالف لإعادة إعمار قطاع غزة بعد انتهاء الحرب مع "حماس".
وقال هرتصوغ في خطاب ألقاه في مؤتمر دافوس، اليوم الخميس: "يجب أن نرى تحالفا من الدول الجاهزة للالتزام بإعادة إعمار قطاع غزة بطريقة ستضمن أمن ورفاهية إسرائيل والفلسطينيين على حد سواء وتجلب مستقبلا مختلفا لغزة".
وأوضح أن هذا التحالف يجب أن يتضمن من "الدول الغربية القوية والقوى الإقليمية القوية"، مشددة على ضرورة أن تكون هذه العملية كلها مصحوبة بالحوار مع الفلسطينيين في غزة نفسها والسلطة الوطنية الفلسطينية.
وأضاف: "علينا أن ندعم أولئك الموجودين على الجانب الفلسطيني الذين يرغبون في التعايش السلمي معنا. يجب التأكد من أن السلطة الوطنية الفلسطينية لا تمجد الإرهابيين".
وأشار إلى أنه الإسرائيليين لا يريدون التفكير في السلام مع الفلسطينيين أثناء استمرار الحرب.
وخلص بالقول: "لا يريد أي شخص ذو عقل سليم أن يفكر الآن في ما هو الحل الصحيح لاتفاقية السلام... يريد الكل أن يعرف أنه لن يتعرض لهجوم من الشمال أو الجنوب أو الشرق... فقدت إسرائيل الثقة في عمليات السلام، لأنها ترى أن جيراننا يمجدون الإرهاب".
وعرض هرتسوغ أثناء خطابه صورة لأصغر رهينة لدى حماس وهو طفل يهودي يدعى كفير بيباس الذي بلغ من العمر عاما واحدا اليوم وأصبح رمزا للنضال من أجل تحرير الرهائن الإسرائيليين.
وأدت الحرب في غزة إلى نزوح أغلب سكان القطاع وعددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم، ونزح بعضهم عدة مرات، وأحدثت أزمة إنسانية مع تناقص الأغذية والوقود والمستلزمات الطبية.
وبين تصريحات المسؤول الفلسطيني والرئيس الاسرائيلي تتبقى هناك اشكالية كبرى في عملية اعادة اعمار غزة، متمثلة في رفض الدول والجهات المانحة دعم عملية اعادة الاعمار في ظل سيطرة حماس على الحكم في قطاع غزة وهو الامر الذي يدفع شمنه اهل غزة وحدهم.
فقد نشرت صحيفة كان الإسرائيلية، تقريرا قالت فيه إن "تحقيقا أجراه مسؤولون دوليون، أظهر استعدادا لدى دول الخليج لاستثمار مبالغ كبيرة في إعادة إعمار قطاع غزة، ولكن بشروط".
وبحسب ما نقلت الصحيفة فإن من بين تلك الشروط التي وضعتها دول الخليج لتقديم مساعدات اقتصادية لقطاع غزة في اليوم التالي لانتهاء الحرب، هو "إجراء تغييرات كبيرة في السلطة الفلسطينية".
ووفق الصحيفة فقد توجه في الآونة الأخيرة، مسؤولون دوليون، بما في ذلك أميركيون، إلى دول الخليج وطلبوا منها المساعدة الاقتصادية في إعادة إعمار قطاع غزة في اليوم التالي لسقوط حماس.
مضيفة أن تلك الدول أبدت استعدادها، ولكن بشرطين، الأول: وجود خارطة طريق لحل القضية الفلسطينية، والثاني: إجراء تغييرات كبيرة يتعين على السلطة الفلسطينية القيام بها، بما يتضمن مناصب في القيادة أيضا، وفق كان الإسرائيلية.
ونقلت الصحيفة مقتطفات من مقالة نشرها الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل بضعة أيام في صحيفة "واشنطن بوست" والتي أشار فيها إلى مرحلة ما بعد الحرب في قطاع غزة، قائلا إنه يجب أن تكون السلطة الفلسطينية هي الهيئة الحاكمة هناك، وأنه ينبغي تنفيذ إصلاحات مدنية في السلطة الفلسطينية لتعزيز مكانتها واستقرارها وتمكينها من السيطرة على القطاع في اليوم التالي للحرب
وتزامن الحديث عن موضوع إعادة إعمار غزة مع ما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية مؤخرا أنه نتنياهو أبلغ مسؤولين سياسيين بأن السعودية والإمارات على استعداد لتحمل فاتورة إعادة الإعمار، لكن لم يصدر أي تعليق من الرياض وأبو ظبي حيال تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية.
وأسفر القتال والقصف في غزة عن تدمير أكثر من نصف المباني اي ما يقدر بقرابة خمسين ألف وحدة سكنية مع تضرر أكثر من مائتي ألف وحدة أخرى فضلا عن تدمير عشرات المستشفيات ومئات المدارس والمباني الحكومية والمنشآت الزراعية. وقد جرء بناء هذه المرافق التي تم تدميرها من تبرعات الجهات المانحة.
ووفقا لتقارير مختلفة مثلت حماس،مشكلة للجهات المانحة وسط تساؤلات حيال كيفية إيصال المساعدات والأموال التي يحتاجها سكان القطاع دون التورط في تمويل أنشطة حماس العسكرية