لا تشبه اليابانيين.. القصة الكاملة للهجوم على ملكة جمال اليابان 2024 ورفض فوزها | شاهد
فوز مُشاركة في مسابقة ملكة جمال اليابان 2024، ذات ملامح تبتعد كثيرًا عن الشابات اليابانيات، عرضها إلى الانتقادات بل وطُرحت التساؤلات حول معايير الجمال في تلك المسابقات التي تعقد بالأراضي اليابانية، ومن المفترض أنها تهدف إلى اختيار نساء تعبر عن أبناء شعبهم.
وأشارت شبكة CNN الإخبارية الأمريكية، إلى أن عارضة أزياء أوكرانية الأصل، حصلت على الجنسية اليابانية، تدعى كارولينا شينو، نالت لقب ملكة جمال اليابان، في مسابقة ملكة جمال «نيبون» السنوية، ومنحها حكام المسابقة التاج لإعلان «كونها أجمل المتسابقات بين النساء اليابانيات».
وإعلان فوزها باللقب قاد إلى الانتقادات والكثير من علامات الاستفهام، حول معايير الجمال لدى المسابقة، إذ يجد الرافضين أن انتماء الشابة إلى أوكرانيا يعني تأثرها بالتراث الأوروبي أكثر من الياباني وهو ما يعتبر لدى البعض أمر «مرفوض»، حسب الشبكة الإخبارية الأمريكية.
ولكن شينو، البالغة من العمر 26 عامًا وتعيش حاليًا في مدينة ناجويا اليابانية، حكت عن نفسها، قائلة: «أنا أتحدث اليابانية بطلاقة منذ كنت في الخامسة من عمري.. وأردت أن يتم الاعتراف بي كشخصية يابانية».
وأضافت ملكة الجمال أنها واجهت صعوبات في تقبلها كمواطنة محلية بسبب مظهرها، وأعربت عن أملها في أن يؤدي فوزها إلى تغيير الآراء بشأن من يمكن اعتباره يابانيًا. تابعت: «في نهاية المطاف، نحن نعيش في عصر التنوع والتنوع مطلوب.. هناك الكثير من الناس مثلي يشعرون بالقلق من الفجوة بين مظهرهم ومن هم».
وأضافت: «قيل لي دائمًا أنني لست يابانية، لكنني يابانية تمامًا، لذلك دخلت مسابقة ملكة جمال اليابان وأنا أؤمن بنفسي.. كنت سعيدة بأنضمامي للمسابقة».
وأشارت CNN إلى أن اليابان دولة متجانسة عرقيًا، ولديها مستويات منخفضة نسبيًا من الهجرة، الأمر الذي دفع السلطات اليابانية في السنوات الأخيرة إلى الضغط من أجل المزيد من المقيمين والعمال الأجانب لسد الفجوات التي خلفتها الأعداد الهائلة من السكان كبار السن.
وأوضحت الشبكة الإخبارية الأمريكية، أن اليابان تكافح لتحقيق التوازن بين وجهات نظرها المحافظة بشأن الهجرة والحاجة إلى عمال جدد وأصغر سنًا، كما أظهر استطلاع رأي أجرته مركز أبحاث بيو الأمريكية عام 2018 أظهر أن 59٪ من الشعب الياباني يعتقد أن المهاجرين سيجعلون البلاد أقوى.
«لا تتمتع بالجمال فحسب»
اختلفت الآراء حول فوزها، وكتب أحد المعلقين على منصة التواصل الاجتماعي X (تويتر سابقًا): «كارولينا يابانية الجنسية، لذلك لا حرج في فوزها»، كما قارنها بالعديد من الرياضيين المولودين في الخارج الذين مثلوا اليابان في المسابقات الرياضية الدولية، قائلًا: «إنهم يابانيون، وكذلك كارولينا».
وأشاد آخرون بحبها للوطن، وعبر أحدهم عن رأيه مؤيدًا إياها: «الكثير من اليابانيين لا يقدرون اليابان، فلماذا هناك مشكلة أنها تعتز باليابان، حيث عاشت منذ أن كانت طفلة، لدرجة أنها أصبحت مواطنة يابانية متجنسة، وقبلت التحدي المتمثل في أن تصبح ملكة جمال نيبون وتوجت ملكة جمال نيبون؟».
بينما قال آخر: «اعتقدت أن منشوراتها على Instagram مهذبة ومكتوبة بشكل جيد، وهي لا تتمتع بالجمال فحسب، بل تتمتع أيضًا بروح التناغم اليابانية، هذه هي ملكة جمال اليابان».
فيما تسائل البعض الآخر عما إذا كان شخص ليس من أصل ياباني يمكن أن يعبر عن المثل العليا للجمال في اليابان أم لا. وكتب رئيس اللجنة الأوليمبية اليابانية والبطل الأولمبي في الجودو، هيرو ياماشيتا، عبر منصة إكس: «التمييز العنصري غير مقبول على الإطلاق، ولكن إذا كانت مسابقة ملكة جمال نيبون مبنية على مفهوم الجمال، فأنا شخصيًا أتمنى أن تكون مبنية على معايير الجمال الياباني».
تاريخ مسابقة الجمال اليابانية
يأتي فوز شينو بعد ما يقرب من 10 سنوات من أن أصبحت أريانا مياموتو، أول متسابقة ثنائية العرق تتوج بلقب ملكة جمال اليابان، وواصلت مياموتو تمثيل اليابان في مسابقة ملكة جمال الكون لعام 2015.
لفتت الشبكة الإخبارية الأمريكية إلى أن «ملكة جمال نيبون»، تعتبر مسابقة من نوع خاص وتختلف عن مسابقة ملكة الجمال الدولية وليست منتسبة إلى المسابقات العالمية مثل ملكة جمال العالم وملكة جمال الكون.
أطلقت أول مسابقة لملكة جمال نيبون عام 1950، برعاية إحدى أكبر الصحف اليابانية اليومية، يوميوري شيمبون، وتم تأسيس المسابقة في البداية لاختيار سفير للنوايا الحسنة تابع للولايات المتحدة، من أجل تقديم اليابان الشكر للمساعدات الإنسانية الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية.
فازت بالمسابقة بنسختها الأولى، فوجيكو ياماموتو، التي أصبحت ممثلة شهيرة، كما ظهرت في أكثر من 100 فيلم بين سنوات 1953 و1963، وأصبحت أناقتها هي المعيار الجديد لجمال المرأة اليابانية، وذلك وفقا للموقع الرسمي لمسابقة ملكة جمال نيبون.
وبعد توقف تلك المسابقة للجمال 15 عامًا، تم إعادة إحياء المسابقة في عام 1967 على يد شيزو وادا، الذي أصبح فيما بعد مدربًا مشهورًا لتمارين الصحة والجمال في التلفزيون.
كما تدير المسابقة الآن حفيدته، التي قالت لـCNN إن شينو حصلت على لقب ملكة جمال نيبون لأنها «امرأة يابانية مجتهدة ومتواضعة.. لديها إحساس قوي جدًا بالآخرين».