مشرحة واحدة لم تسع الجثث.. التفاصيل الكاملة لفاجعة الثلاثاء الحزين بالإسكندرية
ما بين حطام 6 سيارات ميكروباص ونقل ثقيل وملاكي سالت دماء 22 مواطنًا في لمح البصر على أسفلت طريق "الإسكندرية – القاهرة" الصحراوي"، ما جعل البعض يصف الحادث بـ"فاجعة الثلاثاء الحزين".
مع حلول ساعات الليل واقترابها من الثامنة مساء الثلاثاء، وبينما تستعد الإسكندرية لموجة جديدة من الطقس السيئ وهطول الأمطار، هزت سرينة سيارات الإسعاف والإطفاء هدوء غرب الإسكندرية.
بلاغ النجدة
بلاغ عاجل تلقته إدارة شرطة النجدة يفيد وقوع حادث تصادم بين عدة سيارات بالطريق الصحراوي بمنطقة العامرية بالقرب من كوبري الثروة السمكية ووجود متوفين والمصابين.
على الفور انتقل اللواء خالد البروي، مساعد الوزير مدير أمن الإسكندرية، وقيادات مديرية الأمن والأجهزة الأمنية وحي العامرية أول و10 سيارات إسعاف وإطفاء إلى موقع الحادث.
النقل الثقيل
وتبين من المعاينة الأولية وقوع حادث تصادم بين سيارة نقل ثقيل بمقطورة محملة بـ "زلط سن" و5 سيارات أخرى " ملاكي وأجرة ميكروباص"، وتحول بعضها لكتلة حديد واحتراق أخرى.
ووفقًا لشهود عيان، اصطدمت النقل الثقيل بـ 5 سيارات ما تسبب في تحطمها، أحدهما انقلبت والأخرى اشتعلت بها النيران، مؤكدين أن أحد الميكروباص كان أسفل النقل الثقيل ولم ينجو من ركابه أحد.
وأشار شهود العيان إلى الجثث توزعت على جانب الطريق في موقع الحادث، منوهين إلى أن الحماية المدنية هرعت إلى إخماد السيارة التي اشتعلت بها النيران واستخراج الضحايا من السيارات المحطمة.
22 قتيل ومصاب
أسفر الحادث المروع عن مصرع 15 مواطنًا، من قائدي ومستقلي السيارات- بعضهم مجهولي الهوية- وتم توزيع الجثث على 3 مشارح بمستشفيات "العامرية العام، القباري، العجمي"، إذ لم تتسع لهم مشرحة واحدة – بحسب مصدر طبي.
وأصيب من جراء الحادث 7 آخرين جرى نقلهم إلى مستشفى العامرية العام هم كل من " محمد عبد الحميد كامل، 43 عاما، مقيم العامرية، محمود حلمي كامل، 37 عاما، مقيم مينا البصل، محمود محمد فتحي، 28 عاما، مقيم الدخيلة، منى رضوان كامل، 36 عاما، مقيمة برج العرب، رقية عبد الله أحمد، 16 عاما، مقيمة برج العرب القديمة، علي محمود عبد الرحيم، 64 عاما، مقيم الدخيلة، وآية مصطفى أحمد، 25 عامًا، مقيمة الدخيلة".
وبحسب مصادر طبية، تتراوح الإصابات ما بين اشتباه ما بعد الارتجاج ونزيف بالمخ وكسور وارتشاح رئوي وسحجات متعددة بمختلف أنحاء الجسم.
الدخيلة تبكي
وعمت حالة من الحزن على أهالي الضحايا والذين قضوا ليلتهم أمام مستشفيات "العامرية والقباري والعجمي"، انتظارًا لاستلام جثامين ذويهم عقب تصريح النيابة العامة بدفنهم.
وتعد الدخيلة واحدة من المناطق التي فقدت عدد من أبنائها إثر الحادث المروع، إذ كتب حسام الروبي:" للأسف الشديد يوم الحزن على أهل الدخيلة.. رحيل شباب زي الورد.. لله الأمر من قبل ومن بعد".
موقع الحادث
وأزال حي العامرية أول بالتنسيق مع قوات الشرطة والمرور والحماية المدنية باستخدام معدات وأوناش آثار الحادث المروع وإعادة تسيير حركة المرور بطريق الإسكندرية الصحراوي.
وعاين فريق من النيابة العامة موقع وآثار حادث الحادث، وناظرت جثامين الضحايا بالمستشفيات الثلاث، وواصلت عملها بسماع أقوال الشهود والمصابين ممن تسمح حالتهم الصحية بذلك.
8 قرارات
وأصدرت النيابة العامة عدة قرارات تتضمن تشكيل فريق من النيابة لمباشرة التحقيقات، وتشكيل لجنة فنية لمعاينة أثار الحادث وتحديد المسؤوليات، وندب خبراء الأدلة الجنائية لموقع الحادث ومعاينته ورفع أثاره.
وشملت القرارات مناظرة جثث المتوفين بالمستشفيات، وسؤال المصابين، وإحضار التقارير الطبية وتذاكر العلاج للوقوف على طبيعة إصابتهم، وسرعة إجراء تحريات المباحث حول الواقعة، والتحفظ على الكاميرات في محيط الحادث في حال وجودها، فضلًا عن التصريح بدفن 9 جثث من الضحايا.