الحشاشين.. حكاية طائفة أرعبت العالم
ساعات قليلة وينطلق ماراثون مسلسلات رمضان 2024 أحد أقوى المواسم الدرامية التى يتوقع لها أن تشهد منافسة شرسة وكبيرة بين 35 عملا تقريبا تتنوع بين الأعمال الكوميدية والاجتماعية والتاريخية والتشويقية، إلى جانب أعمال عربية مميزة تحملها المسلسلات الخليجية واللبنانية والسورية، ويعد مسلسل الحشاشين من ابرز المسلسلات التي ينتظرها الجمهور في رمضان.
بيتر ميمى: قدمنا المسلسل بمنتهى الدعم والحماس
قال المخرج بيتر ميمى إنه لاقى الدعم والمجهود والالتزام والحماس لتقديم مسلسله «الحشاشين» الذى يشارك به ضمن منافسات موسم رمضان 2024. وقال الفنان عمر الشناوى إنه يتمنى أن ينال العمل إعجاب الجمهور فى ظل منافسة قوية خلال السباق الرمضانى، موضحًا أن المسلسل يتناول حقبة زمنية بها العديد من التفاصيل التى استغرقت وقتًا طويلًا فى التصوير.
مسلسل الحشاشين تم تصويره فى أكثر من دولة، وهى مالطا وكازاخستان وكردستان ومصر، حيث تم الاستعانة بمصممى معارك عالميين، شاركوا فى أهم الأعمال العالمية بهوليوود، وإنتاج المسلسل من أهم وأكبر الإنتاجات الفنية فى مصر هذا الموسم.
شخصية حسن الصباح وتعلقه بقلعة آلموت
حسن الصباح لُقب بالسيد أو شيخ الجبل، هو مؤسس ما يُعرف بـ«الدعوة الجديدة» أو الطائفة الإسماعيلية النزارية المشرقية، أو الباطنية أو الحشاشين، حسب التسمية الأوروبية.
بعض المؤرخين ذكروا أنه ولد فى قم معقل الشيعة الإثنى عشرية، حيث نشأ فى بيئة شيعية اثنى عشرية ثم انتقلت عائلته إلى الرى وهى مركز لنشاطات الطائفة الإسماعيلية فاتخذ الطريقة الإسماعيلية الفاطمية وعمره 17 سنة.
ترك حسن مدينة الرى سنة 1076 ورحل إلى أصفهان، ثم اتجه صوب أذربيجان بعدها أكمل رحلته إلى فلسطين عن طريق أرض الجزيرة وسوريا وبيروت ومن هناك رحل بحرًا إلى مصر.
بقى حسن فى مصر حوالى 3 سنوات ما بين القاهرة والإسكندرية، ثم قيل إنه اختلف مع أمير الجيوش بدر الدين الجمالى، فسجنه ثم طرده من مصر على متن مركب للإفرنج إلى شمال إفريقيا، لكن المركب غرق فى الطريق ونجا حسن ونقلوه إلى سوريا، ثم تركها ورحل إلى بغداد ومنها عاد إلى أصفهان.
لم يكن كل هم حسن الصباح فى تنقلاته نشر دعوته وكسب الأنصار فحسب، بل أيضًا العثور على مكان مناسب يحميه من مطاردة السلاجقة ويحوله إلى قاعدة لنشر دعوته وأفكاره، وقد عزف عن المدن لانكشافها؛ لذا لم يجد أفضل من قلعة آلمُوت المنيعة.
وبقى فيها بقية حياته ولم يخرج من القلعة مدة 35 سنة حتى وفاته، حيث كان جل وقته يقضيه فى القراءة ومراسلة الدعاة وتجهيز الخطط لفرقته.
قلعة آلمُوت والعقيدة الإسماعيلية
تظهر خلال أحداث المسلسل «قلعة آلمُوت والعقيدة الإسماعيلية»، وهى القلعة التى تعتبر من أشهر القلاع التى استخدمها حسن الصباح لنشر دعوته والتى اشتهرت بقلعة الموت، فلم يكن مشغولًا فقط بكسب الأنصار لقضيته، وإنما كان مشغولًا أيضًا بإيجاد قاعدة لنشر العقيدة الإسماعيلية فى كل البلاد للابتعاد عن خطر السلاجقة، حيث فضل معقلًا نائيًا ومنيعًا وملاذًا آمنًا للإسماعيليين، فوقع اختياره على قلعة ألموت، وهو حصن مقام فوق طنب ضيق على قمة صخرة عالية فى قلب جبال ألبرز، ويسيطر على وادٍ مغلق صالح للزراعة يبلغ طوله ثلاثين ميلًا وأقصى عرضه ثلاثة أميال والقلعة ترتفع أكثر من 6000 قدم فوق سطح الأرض، ولا يمكن الوصول إليها إلا عبر طريق ضيق شديد الانحدار.
استطاع حسن الصباح دخول القلعة بفضل أنصاره المتخفين داخل القلعة، وظل متخفيًا داخلها لفترة وجيزة قبل أن يسيطر على كامل القلعة وأخرج مالكها القديم بعد أن أعطاه 3000 دينار ذهبى ثمنًا لها. وبذلك أصبح سيّدًا لقلعة ألموت، ولم يغادرها طيلة 35 عامًا حتى وفاته.
ووصف الرحالة ماركو بولو القلعة قائلًا: «كانت فيها حديقة كبيرة ملأى بأشجار الفاكهة، وفيها قصور وجداول تفيض بالخمر واللبن والعسل والماء، وبنات جميلات يغنين ويرقصن ويعزفن الموسيقى، حتى يوهم شيخ الجبل لأتباعه أن تلك الحديقة هى الجنة، وقد كان ممنوعًا على أى فرد أن يدخلها، وكان دخولها مقصورًا فقط على من تقرّر أنهم سينضمون لجماعة الحشاشين».