في المستشفى.. لماذا تخلص خربوش من زميله في القاهرة الجديدة؟
كان "إسلام" على أتم الاستعداد لاستقبال مناسبتان سعيدتان منتصف يوليو المقبل؛ الأولى تخرجه من كلية العلوم جامعة القاهرة، والثانية خطبته على محبوبته عقب انتهاء امتحانات الثانوية العامة القادمة، لكن الأمور صارت على غير ما يريد، حيث قُتل طعنًا بسكين على يد زميله.
المجني عليه "إسلام" ( طالب في كلية العلوم جامعة القاهرة)، أما المتهم فهو "محمد" (24 عامًا)، أشتهر بين زملائه بـ "خربوش"، جمعهما عمل واحد في "كافتيريا" داخل إحدى المستشفيات بالقاهرة الجديدة ( التجمع الأول).
قبل مغيب شمس اليوم الثاني من رمضان، وعلى غير عادته توجه "إسلام" (23 عامًا)، إلى عمله بمنطقة التجمع الأول "واحد زميلي عنده ظروف وأنا لازم أقف مكانه"، حينها لم ترغب شقيقته "سلمى" أن يتناول "إسلام" وجبة الإفطار بعيدًا عنهم " هنزل أفطر الناس وهرجع البيت".
السابعة إلا ربع؛ مُكالمة هاتفية لم تُكلم 60 ثانية جمعت "سلمى" بشقيقها الأكبر "إسلام" كون الأخير تأخر في عمله "قالي أنا قدام الشغل وجاي" تحكي سلمى.
التاسعة مساءً، هاتفت "سلمى" جوال شقيقها لكن دون جدوى "كان تليفونه مغلق ديما"، الأمر الذي بث القلق في نفس الفتاة "كنت بقول يمكن تليفونه فصل أو ممكن يكون في حته مفيهاش شبكة"، حتى أخبر مُتصل أن "إسلام" تعرض لوعكة صحية مفاجأة "قالي إسلام تعبان لازم تيجوا تشوفوه بسرعة" دون أن يوضح ما جرى له.
على الفور وصلت "سلمى" ووالدها إلى المستشفى، حينها كان "إسلام" في غرفة العمليات بسبب سوء حالته الصحية عقب تلقيه وابلًا من الطعنات في جسده "كان محتاج دم واتبرعنا".
6 ساعات، تنقل فيها "إسلام" بين غرف المستشفى أملًا في النجاة من الموت حتى لفظ أنفاسه الأخيرة "أخويا مات الساعة 3 الفجر" بعدما فشلت مساعي الأطباء في إنقاذه.
وفق شقيقة الضحية فإن بداية الأزمة حينما نشب خلاف بين "إسلام" وزميله "خربوش"، حينما قام الأول بمعاتبة الأخير لمماطلته في وقت راحته " كان بيقوله أطفي سيجارتك وشوف شغلك عشان زمايلك يريحوا زيك".
تواصل سلمى شقيقة الضحية: "أخويا كان بيقول ده بيعامل الناس بشكل سئ بس مش عايز أمشيه من الشغل عشان بيصرف على والدته المريضة".
حديث "إسلام" لم يقبله العامل بالرضا، وترك "خربوش" عمله دون داعٍ، بينما خطط للانتقام منه بعدما لامه أمام زملائه، وما أن شاهد الأخير "إسلام" خارجا من محل عملهما كاله بطعنات نافذة بسكين استقرت في القلب أسقطته غارقًا في دمائه "كان لسه قاري فاتحة".".
داخل غرفة "إسلام" تجلس والدته على سريره تنتابها حسرة كلما نظرت إلى صورته المعلقة بجدران غرفته فلم تقوى على الحديث من هول ما حل بها من فاجعة مكتفية:"أنا عايزة حق ضنايا اللي اتحرمت منه بدري في الدنيا.. عريس كان مستني خطوبته.. وقلبي مش هيبرد غير لما أشوفه متعلق في المشنقة".
بدوره قرر قاضي المعارضات بمحكمة القاهرة الجديدة، تجديد حبس "محمد" المتهم بقتل "إسلام" مدير كافتيريا داخل مستشفى بمنطقة القاهرة الجديدة، 15 يومًا على ذمة التحقيقات.