رغم الهجوم الإيراني..إسرائيل مصممة على دخول رفح
بين تهليل البعض وتشكيك الاخر في الهجوم الايراني بالصواريخ والمسيرات على أهداف اسرائيلية الا ان الوضع الميداني ينذر بانفجار وشيك، خاصة مع اصرار اسرائيل على دخول رفح، وفي هذا الشأن يواصل الجيش الاسرائيلي استعداداته لدخول رفح.
ووفقا لمصادر مطلعة وتحليلات خبراء فان الجانب الاسرائيلي لن يتراجع عن هذه الخطوة الا باتمام صفقة تبادل الأسرى المعطلة منذ فترة، والضربات الايرانية لن تؤثر على الخطط الاسرائيلية في هذا الشأن مطلقا.
ومؤخرا أجرى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت نقاشا حول مسألة الاستعدادات لتنفيذ العمليات المدنية اللازمة للتوغل قوات الجيش بريا في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وقالت وزارة الدفاع إنه "في مناقشة حضرها المدير العام للوزارة اللواء إيال زامير، ومنسق أعمال الحكومة اللواء غسان عليان، شدد وزير الدفاع على أنه وفقا لقرار مجلس الوزراء، يجب الاستعداد لسلسلة من الإجراءات قبل بدء العمليات البرية".
غالانت أكد على "ضرورة التركيز على إخلاء المدنيين من رفح وتوسيع طرق إدخال المواد الغذائية والمعدات الطبية إلى قطاع غزة".
الجدير ذكره، أن مصدرين إسرائيليين قالا لشبكة "سي إن إن" الاثنين، إن إسرائيل كانت بصدد اتخاذ أولى خطواتها نحو شن هجوم بري على رفح هذا الأسبوع، لكنها أرجأت تلك الخطط في الوقت الذي تدرس فيه الرد على الهجوم الإيراني الأخير.
وأشار المصدران إلى أن القوات الجوية الإسرائيلية كانت تعتزم إلقاء منشورات على بعض المناطق في المدينة يوم الاثنين، كما أكد أحد المسؤولين الإسرائيليين أن إسرائيل ما زالت مصممة على شن الهجوم البري على رفح، لكن لم يتضح بعد توقيت تنفيذ عمليات إجلاء المدنيين، وشن الهجوم المزمع.
ومن جانبه قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن قواته ستواصل القتال حتى تحقق أهدافها المعروفة ومن بينها القضاء على حركة «حماس».
وأضاف نتنياهو خلال حديثه مع مجندين من المقرر انضمامهم إلى وحدات المهام القتالية في ألوية «جولاني» و«جفعاتي»، في قاعدة استقبال الجنود بمعسكر «تل هشومير» بوسط إسرائيل: «إنكم تتجندون في وحدات قتالية رائعة لصد عدو قاسٍ ووحوش. لقد سقط أصدقاء جيدون في هذه الحملة، وسقطوا حتى نتمكن من تحقيق هذا النصر. أمامنا 3 أهداف: القضاء على (حماس)، وإعادة المخطوفين، والتأكد من أن غزة لم تعد تشكل تهديدًا لإسرائيل».
وجاءت تصريحات نتنياهو في وقت بدأ فيه الجيش الإسرائيلي تجنيد لواءين احتياطيين للمهام العملياتية في قطاع غزة.
ووسط الترقب العالمي لتداعيات التصعيد الإيراني - الإسرائيلي، تبذل مصر جهودًا «مكثفة» سعيًا لمنع اتساع رقعة الصراع في منطقة الشرق الأوسط، بموازاة مساعٍ مستمرة لإحياء المفاوضات الرامية للاتفاق على «هدنة» في قطاع غرة بعد أكثر من 6 أشهر من الحرب.
وأجرى وزير الخارجية المصري، سامح شكري، مؤخرا، اتصالات مع نظرائه في الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل، كما عقد، لقاء مع كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة. وركزت المباحثات المصرية في مجملها على «الدعوة لضبط النفس» مع تأكيد استعداد القاهرة للتعاون مع الشركاء سعيًا لنزع فتيل الأزمة».
وبات مصير مفاوضات الهدنة «مجهولًا»، بعدما سلمت حركة «حماس» ردها مساء السبت، للوسطاء، وعدت إسرائيل الرد رفضًا لمقترح واشنطن الذي عرضه مدير المخابرات المركزية الأميركية، ويليام بيرنز، في جولة مباحثات استضافتها القاهرة أخيرًا.
ووسط كل هذه التحركات شكك خبراء في تأثير الهجوم الايراني على الخطة الاسرائيلية الرامية لدخول رفح والقضاء على مقاتلي حماس، واشار الخبراء الى ان الحل الوحيد لهذه المعضلة يتمثل في استكمال صفقة تبادل الأسرى، وأكدوا أن صفقة إطلاق المخطوفين هي وحدها القادرة على منع إسرائيل من دخول لرفح.
وبينما تكلف الحرب مع كل يوم إضافي سقوط مزيد من الضحايا والخسائر، تكثفت المساعي لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة. وسمح جيش الاحتلال، تحت ضغط أميركي، بتدفق أكبر للشاحنات التي تحمل الإمدادات الغذائية والمساعدات الإنسانية لسكان غزة.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن 553 شاحنة مساعدات مرت عبر معبر كرم أبو سالم ومعبر نيتسانا خلال اليومين الماضيين، بينما جرى تنسيق دخول 126 شاحنة من جنوب قطاع غزة إلى شماله.
وساعد تدفق الوقود والدقيق إلى شمال القطاع، بافتتاح المخابز هناك بعد شهور من مجاعة طالت حياة أطفال ورضّع.