هل كان معاق أم محارب؟.. القصة الكاملة للجدل العلمي بشأن الملك توت عنخ آمون
قبل أكثر من 100 عام قادت الصدفة عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر للعثور على فرعون مصر القديمة المفقود "توت عنخ آمون" داخل مقبرة صغيرة مع فريق من العمال المصريين.
وما وجده كان صادمًا، فقد عثروا عليه محاط بالآثار والمصنوعات اليدوية، بالرغم من أن جسد كان مشوه، والعديد من الأطراف منحنية، وجمجمة تبدو في غير مكانها.
سيحدد التحليل المستقبلي أن توت عنخ آمون كان يعاني من مجموعة من الإعاقات الجسدية، لكن ثلاثة خبراء يزعمون الآن أن الملك الصبي كان، في الواقع، "محاربًا متشددًا في المعركة وليس معاقًا".
ومن بين الكنوز التي دفن بها توت، حوالي 130 عصا كاملة ومجزأة ذات أشكال وتصاميم مختلفة، والتي يُقترح أنها عصي للمشي تساعده على الحركة.
لكن في العام الماضي، أخبر ثلاثة خبراء في شؤون مصر القديمة الجمهور في مهرجان شلتنهام للعلوم أنهم يعتقدون أن هناك أسطورة قد خيمت على هوية توت الحقيقية.
وقالت صوفيا عزيز، عالمة المصريات الطبية الحيوية: "عندما درست توت عنخ آمون، أنا شخصيًا لا أعتقد أن هناك أي دليل على أنه كان معاقًا، لأنني رأيت مومياوات حيث يبدو أن هناك قدمًا حنفاء"، وأضافت:"كانت عصي المشي مجرد علامة على الملوك".
وتقول السيدة عزيز إن "القدم المعاقة" ربما تكون ناجمة عن عملية التحنيط عندما يمكن للراتنج والضمادات الضيقة أن تشوه شكل اليد والقدم والأطراف الأخرى.
ربما يكون العظم الأوسط المفقود الذي كثر الحديث عنه في إصبع القدم الثاني لقدمه اليسرى قد اختفى بعد نقل رفات توت إلى صندوق رمل، حتى أنها اقترحت أنه ربما تم أخذها من قبل شخص ما كتذكار.
علاوة على ذلك، فإن عظام الساق تظهر عادة علامات الإجهاد إذا كان صاحبها قد أمضى سنوات من حياته وهو يعرج ويعرج.
وبالمثل، أدى عمر توت عنخ آمون إلى وصف الكثيرين له بالملك الضعيف، لقد اعتلى العرش وهو في الثامنة أو التاسعة من عمره فقط وغادره عندما توفي في سن التاسعة عشرة، حيث قام مساعدوه الملكيون بوضع العديد من سياساته وتنفيذها.
ومع ذلك، يبدو أن فكرة أنه كان أكثر محاربًا مدعومة بالأسلحة والدروع العديدة الموجودة في قبره، ويدعم الدكتور كامبل برايس، أمين متحف مانشستر المصري، والذي تحدث أيضًا عن توت عنخ آمون في مهرجان العلوم، فكرة أن الملك الصبي المريض هي على الأرجح أسطورة.
وقال: "نحن نتعاطف مع توت عنخ آمون، فهو ليس ما تتوقعه من القناع الذهبي، وأنا أوافق تماما على أن أي شيء في الفن الفرعوني ليس كما يبدو عليه الناس، لأنه عالم الآلهة. لكنه ذهب في الاتجاه الآخر حيث أصبحنا ننظر إليه على أنه هذا المخلوق المسكين".
وأضاف: "عليك أن تتذكر أنه عندما تم العثور على توت عنخ آمون، كان ذلك في أعقاب الحرب العالمية الأولى مباشرة، وكان الناس قد فقدوا شبابًا في الخنادق، لذلك كانت هناك شفقة جماعية للشباب الذين ماتوا".