مع بدء إخلاء رفح.. هل يتحمل يحيى السنوار فشل صفقة الهدنة؟
منحنى جديد بدء في الحرب الاسرائيلية على غزة ورفح، بعد دعوة الجيش الاسرائيلي سكان رفح لاخلائها تمهيدا لبدء عملية عسكرية موسعة في المدينة بعد فشل صفقة الهدنة التي عملت عليها عدة أطراف منذ أيام.
صفقة الهدنة التي كانت وشيكة لولا استهداف حماس لمعبر كرم أبوسالم الأحد.
وهو الاستهداف الذي خلف مقتل 4 جنود اسرائيليين واصابة 12 جنديا منهم حالات خطرة.
وكانت حماس قد أعلنت مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ على موقع عسكري قرب المعبر بين إسرائيل وقطاع غزة، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى إغلاقه.
وأفاد الجيش الإسرائيلي أن 10 صواريخ أطلقت باتجاه منطقة كرم أبو سالم، على بعد مئات الأمتار من معبر كرم أبو سالم.
وأشار إلى إن الصواريخ انطلقت من منطقة رفح المجاورة لكرم أبو سالم.
اليوم الإثنين وسط جو من القلق الذي عم بين النازحين الفلسطينيين المتكدسين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وعلى وقع التحذيرات الدولية من اجتياح المدينة، دعا الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين لإخلاء الأجزاء الشرقية من رفح.
ووجهت القوات الإسرائيلية المدنيين للانتقال إلى ما يطلق عليها "منطقة إنسانية موسعة" في المواصي وخان يونس.
كما حذر المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، بتغريدة على منصة إكس، الاثنين، نازحي رفح من التوجه نحو مدينة غزة، مؤكدًا أنها ما زالت منطقة قتال خطيرة.
ونبههم أيضا من الرجوع شمالا من وادي غزة، أو الاقتراب من السياج الأمني الشرقي والجنوبي.
وتسبب قصف حركة حماس لمعبر كرم ابوسالم في تعثر المفاوضات الجارية بغية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ومن جانبها، قالت مصادر رفيعة المستوي، الاثنين، إن استهداف حماس لمنطقة كرم أبو سالم تسبب في تعثر ووصولها إلى طريق مسدود.
هذ التصاعد جاء بعد ساعات قليلة من توقف مساعي الهدنة وسط اتهامات واضحة لحركة حماس بالتسبب في انهيار هذه المساعي التي قادتها مصر وعدة أطراف أخرى.
جهات عدة حملت يحيى السنوار زعيم حماس وقادتها مسؤولية انهيار مساعي الهدنة والتسبب في كارثة جديدة متمثلة في اجتياح اسرائيل لرفح.
وفقا لمصادر داخل الحركة فان السنوار كان يتدخل في اللحظات الحاسمة فكلما كان هناك تطورا ايجابيا في عملية الهدنة وصفقة الاسرى الفلسطينيين والرهائن الاسرائيليين كان الزعيم الحمساوي يتدخل بعرض طلبات اخرى لحركة حماس تعيد المفاوضات لنقطة الصفر مجددا.
ومما زاد الطين بلة قرار حماس باستهداف معبر كرم ابوسالم وقصف تمركز للجنود الاسرائيليين بالقرب منه وهو ما قضى تماما على المفاوضات، وهو الاستهداف الذي لم يراعي مطلقا وضع سكان رفح والنازحين اليها، خاصة وان هؤلاء السكان والنازحين لن يجدوا مكانا آمنا يأويهم.
ويبلغ عدد النازحيين إلى رفح حوالي مليون و4000 الف شخص، ودعا جيش الاحتلال النازحين بالذهاب من المناطق الشرقية من رفح، والتوجه إلى منطقة المواصي كونها منطقة آمنة، كما سيوفر مناطق إنسانية آمنة من منطقة دير البلح حتى منطقة المواصي في محافظة خان يونس.
جاء ذلك فيما قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن الحرب في غزة مستمرة بنفس الأهداف وهي إطلاق سراح جميع الرهائن وهزيمة حماس.
وحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل، قال كاتس إن زعيم حركة حماس يحيى السنوار لا ينوي إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة، حتى لو أفرغت إسرائيل سجونها من الأسرى الفلسطينيين.
وكتب كاتس في منشور على منصة “إكس”: “يُعتقد أن العالم سيضغط على إسرائيل لوقف الحرب دون قيد أو شرط، وستكون حماس قادرة على الاستمرار في حكم غزة – بينما تحتجز الرهائن كورقة مساومة – مع القدرة على مواصلة حرب غزة”.
ولفت إلى أن الهجوم الصاروخي الذي شنته حماس على معبر كرم أبو سالم كان “تذكيرا بمن هي منظمة حماس النازية" على حد قوله.
من جانبها حذرت الرئاسة الفلسطينية، الأربعاء، من عواقب اجتياح جيش الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفح، قائلة إن سلطات الاحتلال بدأت فعليا التمهيد لارتكاب "أكبر جريمة إبادة جماعية باجتياح رفح".
وأضافت الرئاسة الفلسطينية، في بيانها أن اجتياح رفح يعني أن مليون ونصف فلسطيني سيتعرضون لإبادة جماعية.
وحملت الرئاسة الفلسطينية، الإدارة الأمريكية مسؤولية السياسات الإسرائيلية الخطيرة في الأراضي الفلسطينية.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، إنه أمر سكان مدينة رفح ببدء إخلاء المدينة استعدادًا لعملية عسكرية محدودة، وطالبت سلطات الاحتلال النازحين في رفح بالتوجه ناحية وسط القطاع.