ربنا مكسفنيش.. سيدة الحج تكشف سبب الذهاب لعرفات مشيا
سيدة الحج.. مشهد لافت لسيدة ترتدي خمارا طويلا وعباءة سمراء اللون، تسير ببطء شديد حاملة حقيبتها الصغيرة فوق رأسها والأخرى في يدها اليسرى، يظهر من طريقة سيرها أنها كبيرة في السن أو تعاني من ألم في قدميها، ورغم ذلك تسير بدون عكاز.. تتكئ ساقها اليسرى على اليمنى لمسافة تزيد عن ستة كيلومترات بمفردها.. هذه هي رحلة السيدة المصرية صاحبة السير وحيدة لجبل عرفات.
سيدة الحج المصرية
رغم عدم ظهور وجهها في مقطع الفيديو المتداول، لكن يتضح أنها مصرية، الهيئة والسير وطريقة حمل الحقيبة، أسرت قلوب الكثير بعد تداول الفيديو لها بينما تسير بمفردها في درجة حرارة مرتفعة تجاوزت 70 درجة مئوية في المملكة العربية السعودية.
البعض رجح أنه تكلفة ركوب السيارة الباهظة هي السبب، وآخرون رجحوا أنها تأمل في الحصول على ثواب أكبر، إيمانا بالحديث القدسي: “أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه؛ ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ؛ ذكرته في ملإ خير منه، وإن تقرب إلي شبرًا؛ تقربت منه ذراعًا، وإن تقرب مني ذراعًا؛ تقربت منه باعًا، وإن أتاني يمشي؛ أتيته هرولة”.
سيدة الحج: سعدت بدعوات المصريين
تتحدث الحاجة ماجدة محمد موسى وتقول خلال وجودها بالمملكة العربية السعودية، إنها لم تعلم من هو مُصور الفيديو الذي نشره على منصات التواصل الاجتماعي، لكن دعوات ملايين المصريين لها أسعدتها.
وعن سبب السير مشيا إلى عرفات، تقول الحاجة ماجدة صاحبة الـ63 عاما، إنها ونجليها كانوا في نفس الرحلة، لكن بسبب مشكلات تنظيمية، كان من المفترض أن يستقل ابنها أتوبيسًا آخر، وتستكمل: “التنقل بسيارة وصلت تكلفته 800 ريال سعودي وده مبلغ كبير”.
قالت المسنة بفرحة وامتنان: “الحمد لله ربنا ما كسفنيش”، سافرت الحاجة ماجدة للزيارة لأن الحج ذو تكلفة مادية كبيرة، وكان ولديها (مازن ومعتز) في أتوبيس الرجال الذي انطلق لوجهته، بينما كان من المفترض أن تركب أتوبيس السيدات بمفردها، والذي توقف في منتصف الطريق بسبب تعليمات الشرطة والمسؤولين.
استكمال رحلة الحج
وأخبروها بضرورة العودة إلى السكن، لكنها وقفت واستخارت الله، وتقول: “كنت في حالة حزن وضيق شديد”، وبعد ذلك قررت المشي على قدميها لتكمل الحج، وتضيف: “مصدقتش نفسي إن ربنا أكرمني بزيارة المكان الجميل بعد 63 سنة”.
عزمت النية الحاجة ماجدة ابنة محافظة القليوبية، وقررت عدم التراجع واستكمال رحلتها للحج، فهذه ليست المرة الأولى التي تتحمل فيها المشقة، إذ أنجبت 9 ابناء (6 أولاد و3 بنات) وتحملت مسؤوليتهم كاملة بعد وفاة زوجها، وتستكمل: “قلت يارب قويني واديني الصحة وأعيني على المشوار”.
وبالفعل قررت استبدال ملابس الإحرام وارتداء عباءة سمراء تتحمل مشقة السير، وكل مسافة كانت تسأل عن الطريق إذا كان صحيح، وعندما أصابها التعب سألت مار في الطريق وقال لها: “أنت وصلتي منى”، وتضيف: “محستش بتعب ولا حر وكنت بدعي لولادي طول الطريق”.