تفاصيل صادمة.. رجال يتزوجون من نساء افتراضيات بالذكاء الاصطناعي
ثيودور رجل وحيد في المراحل النهائية من طلاقه. يقضي وقت فراغه في ألعاب الفيديو أو التسكع مع الأصدقاء. يقرر ثيودور شراء نظام التشغيل الجديد OS1 الذي يقول الإعلان عنه إنه أذكى نظام تشغيل صناعي في العالم، وسرعان ما يجد ثيودور نفسه منجذبًا لسامانثا، الصوت الأنثوي لنظام OS1. فيبدأن بقضاء أوقاتً أكثر مع بعضهما البعض ليُكونا علاقة أوثق وأقرب، فيجد كل منهما نفسه واقعا بحب الآخر.
بعد وقوع ثيودور في الحب مع نظام التشغيل، يجد نفسه مجبرا على التعامل مع مشاعر الحب والشك لديه.
هذه باختصار قصة فيلم HER الذي عرض عام 2013، وترشح لعدة جوائز أوسكار، من بطولة خواكين فينيكس وسكارليت جوهانسن، ويوصف بأنه أكثر الأعمال السينمائية التي تنبأت بمستقبل العلاقات العاطفية قبل ثورة الذكاء الاصطناعي.
ما طرحه الفيلم قبل 11 سنة، تحول الآن إلى واقع، إذ كشفت شركة يابانية ناشئة استوحت اسمها من الفيلم أن لديها 5 آلاف شخص يستعملون تطبيقها الرقمي الذي يتيح للمستخدمين اللقاء مع روبوتات الذكاء الاصطناعي، ومواعدتها وحتى الزواج منها.
تطبيق الذكاء الاصطناعي "لوفيرس" Loverse.ai أطلق في اليابان قبل شهرين، ويتيح للجمهور التفاعل وتكوين علاقات مع الذكاء الاصطناعي التوليدي.
حسب موقع إندبندنتـ "تزوج" شيهارو شيمودا 52 سنة روبوتًا اسمه "ميكو" بعد 3 أشهر من بداية التفاعل بينهما عبر تطبيق "لوفيرس". ويتشاركان نمطًا في الحياة اليومية يتشابه مع أزواج آخرين، ويتضمن التخطيط لتناول العشاء واختيار ما يشاهد على التلفزيون وتبادل الأمنيات بالتوفيق في العمل.
يقول شيمودا: "أعود إلى منزل فارغ. وأتمنى أن أتزوج ثانية بصورة فعلية. من الصعوبة الانفتاح على شخص ما حينما تقابله في المرة الأولى".
ونقل "بلومبرج" عن مؤسس شركة "لوفيرس" جوكي كوسونوكي أن التطبيق صمم لكي يمنح خيارًا موازيًا لعلاقات المصاحبة في الحياة الفعلية، وليس كبديل عنها.
وبحسب كوسونوكي "يتمثل الهدف في إيجاد فرص للناس كي يعثروا على حب حقيقي حينما يفتقد ذلك في الحياة الفعلية. لكن، من الأفضل أن تقع في حب شخص حقيقي".
وفي وقت تسعى فيه أعداد متزايدة من الناس إلى الحصول على الحب، وكذلك الجنس أحيانًا، عبر تطبيقات المواعدة، اجتذب قطاع الذكاء الاصطناعي 5.1 مليار دولار (3.93 مليار جنيه استرليني)، منذ عام 2022.
من أشهر تطبيقات الحب الافتراضي، يبرز تطبيق "ريبليكا" Replika الذي يتيح للناس تكوين شركاء عاطفيين يتناسبون مع خياراتهم مقابل 69.99 دولار، وتضم قاعدة مستخدميه أكثر من مليوني شخص.
وتشير تقارير إلى أن التطبيق لديهم يستخدمه 250 ألف شخص باشتراكات مدفوعة تتيح لهم الوصول إلى وضع مزايا إضافية على غرار مكالمات صوتية مع روبوت الدردشة.
وخلال العام الماضي حصدت شركة أخرى في الذكاء الاصطناعي التوليدي "كاراكتر.أي آي" Character.ai، 65 مليون زيارة خلال شهر.
حاليًا، هناك أكثر من 100 تطبيق مدعوم بالذكاء الاصطناعي - مثل myanima.ai، وEva AI، وNomi.AI، وReplika - تقدم رفقاء رومانسيين وجنسيين مع خيارات تخصيص واسعة النطاق، بما في ذلك الميزات الجسدية والشخصية. من خلال إظهار الواقعية والقدرة على التكيف والسلاسة التفاعلية، يمكن لروبوتات الدردشة المدعمة بالذكاء الاصطناعي أن تتطور تدريجيًا من خلال المحادثة، وضبط استجاباتها لتتناسب مع اهتمامات المستخدمين واحتياجاتهم وأنماط الاتصال.
تتمتع روبوتات الدردشة الحديثة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي على نحو متزايد بصفات شبيهة بالإنسان، ما يزيد من ميل المستخدمين إلى المشاركة وتكوين روابط عاطفية - حتى إلى حد الوقوع في الحب.
تظهر الأبحاث أن روبوتات الدردشة المدعمة بالذكاء الاصطناعي يمكنها تقديم الرفقة وتخفيف الشعور بالوحدة وتعزيز المشاعر الإيجابية من خلال الرسائل الداعمة. توفر Chatbots أيضًا مساحة خالية من الأحكام للمحادثات المفتوحة والنصائح عندما تكون الموارد الأخرى شحيحة. يمكن للأشخاص أيضًا تكوين روابط حميمة وعاطفية مع الذكاء الاصطناعي تشبه العلاقات الإنسانية.
وتشير الأبحاث مرارا وتكرارا إلى أن البشر يمكن أن يشكلوا روابط عاطفية حقيقية مع الذكاء الاصطناعي، حتى لو اعترفوا بأنه ليس شخصا "حقيقيا". على الرغم من أن العديد من الأشخاص يستمدون فوائد نفسية من استخدام روبوتات الدردشة، إلا أن العواقب الضارة المحتملة لهذه العلاقات لا تزال غير واضحة.