التفاصيل الكاملة.. الحرس الثوري يكشف كيف تم اغتـ يال اسماعيل هنية؟
قال الحرس الثوري الإيراني، إن التحقيقات التقنية تظهر أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية إسماعيل هنية نفذ بمقذوف يزن رأسه 7.5 كيلوغرامات.
وأضاف الحرس الثوري الإيراني، أن العملية تمت عن طريق إطلاق مقذوف قصير المدى من خارج مكان إقامة هنية.
ولفت إلى أن المبنى الذي كان فيه هنية هو مقر لإقامة الضيوف الأجانب ويخضع لكافة البروتوكلات الأمنية.
وأكد الحرس الثوري الإيراني أن اغتيال هنية تم بتخطيط وتنفيذ من جانب الكيان الصهيوني ودعم من الولايات المتحدة.
وتابع أن "دماء القائد إسماعيل هنية لن تذهب هدرا والنظام الصهيوني سيتلقى العقاب الشديد على الجريمة، وانتقام طهران سيكون شديدا وفي الوقت والمكان المناسبين وبالطريقة الملائمة".
وأوضح الحرس الثوري الإيراني، الاحتلال الإسرائيلي سعى عبر عمليته في طهران لإحداث فتنة في العالم الإسلامي وجبهة المقاومة، لافتًا إلى أنه رغم صمت إسرائيل، فلا شكوك بأنه يقف وراء تنفيذ العملية والتخطيط لها.
فيما أفصحت مصادر مطلعة، عن معلومات جديدة بشأن كيفية استهداف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة طهران، وكذا الإجراءات التي اتخذتها السلطات الأمنية الإيرانية بعد حادث الاغتيال.
وأشارت المصادر في تصريحاتها لـ"إندبندنت فارسية"، إلى أنه بناء على هذه المعلومات اعتقلت السلطات الإيرانية 40 شخصا من أفراد الحرس الثوري، المكلفين بحماية هنية والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، منذ لحظة وصولهما إلى إيران وحتى وقت اغتيال هنية ومرافقه الشخصي.
وكشفت المصادر أن حادث الاغتيال الذي تم بواسطة صاروخ "جو-أرض"، استهدف الجانب الغربي للمبنى المطل على منطقة جبلية في "بام طهران" و"توتشال"، الذي يقبع فيه القياديين الفلسطينيين، حيث أقام النخالة في الطابق الثالث بينما سكن هنية الطابق الرابع، موقع دخول الصاروخ إلى المبنى.
وعقب اغتيال هنية، بات المبنى خاضعا لسيطرة جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري، الذي لم يسمح بتدخل أطراف أخرى مثل وزارة الاستخبارات ومجموعة مكافحة التجسس؛ إذ يشارك معلوماته حول عملية الاغتيال مع مكتب المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي.
وذكرت المصادر أن الصاروخ أصاب محل إقامة هنية بالطابق الرابع، في تمام الساعة الثانية فجرا بتوقيت طهران، يوم الأربعاء الماضي، مشيرة إلى أن المجموعة الاستخباراتية المنوطة بالتحقيق تدرس أسباب تخصيص مكان إقامة هنية في طابق يطل على الجبال، ما جعله هدفا سهلا لتنفيذ عملية الاغتيال.
وفي ذات السياق، نفى التلفزيون الإيراني الحديث حول وجود ثغرات أمنية سمحت باختراق إسرائيل لجهاز الأمن الإيراني لتنفيذ عملية الاغتيال، معلنة أن التحقيقات لا تزال جارية.
وكانت وسائل إعلام إيرانية، إلى جانب مسؤولين أمنيين من بينهم المسؤول السابق في استخبارات الحرس الثوري الإيراني، أرجعوا حادث الاغتيال إلى عدم التزام الفريق المكلف بحمايته بالاحتياطات الأمنية، وأشاروا إلى أنه "تم اختراق الهاتف الشخصي لهنية من قبل الموساد"؛ للتغطية على الفشل الأمني في عملية استهداف رئيس المكتب السياسي لحماس.
وفي معرض الرد على هذا الادّعاء، نشر مركز الإعلام الفلسطيني بيانا يعود إلى ممثل حماس في إيران خالد قدومي، يشير فيه إلى فشل أجهزة الأمن الإيرانية في تأمين هنية ما أدى إلى اغتياله في النهاية.
وأوضح قدومي، أن "مثل هذه التصريحات المتعجّلة تهدف إلى التهرب من المسؤولية في حين أن وقوع مثل هذه الحادثة في إيران يثير علامات استفهام حول السيادة الوطنية ومكانة نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
وأثار حادث اغتيال هنية، تساؤلات كثير من المحللين الغربيين والعرب بعد الفشل الأمني الذي لحق بالأجهزة الإيرانية، كما تطرقت وسائل إعلام إيرانية تخضع للحرس الثوري، إلى ضرورة إعادة النظر في عمل الأجهزة الاستخباراتية والحرص على حماية أرواح الشخصيات السياسية في إيران.
وبعد يوم من حادث الاغتيال، أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إلى أن العملية تمت عبر زرع قنبلة في الغرفة التي يقيم بها هنية وتفجيرها خلال تواجده بها، غير أن خالد قدومي نفى هذا الطرح، وأوضح أن "سبب استشهاد رئيس المكتب السياسي للحركة هو إصابة شيئا ما، قد يكون صاروخا أو قنبلة من خارج الغرفة".
وأردف قدومي: "الهجوم وقع في الساعة 01:37 بالتوقيت المحلي، إذ تعرض المبنى لضربة شديدة. حتى أن الانفجار تسبب في إضاءة المكان وظننت حينها أنه ربما يكوم رعد وبرق.. لكنني توجهت سريعا إلى الطابق الرابع وفوجئت بدخان كثيف، ووجدت هنية قد ارتقى شهيدا، وقد انهار سقف المكان وجداره من شدة الانفجار".
ووفقا لقدومي، فإن "آثار الهجوم وحالة جثمان هنية تشير إلى أن الهجوم تم من الجو وقُتل بواسطة صاروخ"، مضيفا "الهجوم الإسرائيلي تم بمباركة أمريكية، بعدما منحت واشنطن نتنياهو الضوء الأخضر لهذا الهجوم خلال زيارته إلى الكونجرس".
لكن الولايات المتحدة نفت على لسان وزير خارجيتها أنتوني بلينكن، تورطها في عملية الاغتيال، وقال بلينكن "لم نطّلع على خطط الهجوم ولم نشارك في تنفيذه".