هل يموت الإنسان من السعادة؟.. قصة وفاة عريس الشرقية في ليلة الزفاف

هل يموت الإنسان من
هل يموت الإنسان من السعادة؟.. قصة وفاة عريس الشرقية في ليلة

تحولت ليلة زفاف الشاب «إسماعيل» في قرية سنهوا بمحافظة الشرقية من أجواء الفرح والرقص إلى مشهد من الحزن والبكاء، بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة بجوار عروسته نتيجة أزمة قلبية مفاجئة.

كان إسماعيل قد عاد مؤخرًا من إحدى الدول العربية بعد سنوات من العمل الشاق، ليحقق حلمه بالزواج وتكوين أسرة، لكن تلك الأحلام توقفت فجأة، تاركة أهالي القرية في حالة من الحزن عليه.

السعادة المفرطة وتأثيرها على القلب

في آخر كلمات كتبها على وسائل التواصل الاجتماعي، قال إسماعيل: «إن شاء الله فرحي بكرة، وأنا رصيدي في الدنيا أخواتي وأصحابي، مستنيكم نفرح مع بعض»، لكن تلك الكلمات تحولت إلى ذكرى مؤلمة، حيث ودع أصدقاؤه وأهله في اليوم الذي كان من المفترض أن يكون الأجمل في حياته.

تطرح هذه الحادثة تساؤلات حول إمكانية أن يموت الإنسان من شدة الفرح، في هذا السياق، يشير الدكتور وليد هندي، استشاري الأمراض النفسية، إلى وجود حالة تعرف بـ «متلازمة القلب السعيد» هذه الحالة، التي تصيب الرجال بشكل أكبر، قد تؤدي إلى الوفاة نتيجة السعادة المفرطة، وهي مشابهة لحالة «القلب المنكسر» التي ترتبط بالحزن الشديد وتكون أكثر شيوعًا بين النساء.

يقول هندي إن السعادة المفرطة، مثل الحزن الشديد، قد تؤدي إلى تأثيرات جسدية خطيرة، مثل اضطرابات ضربات القلب وارتفاع مستويات الأدرينالين، هذه التغيرات قد تؤدي في بعض الحالات إلى توقف القلب والوفاة المفاجئة، لذلك، ينصح الأفراد بالتحكم في مشاعرهم وعدم الانغماس فيها بشكل مفرط، سواء كانت فرحة كبيرة أو حزنًا عميقًا.

أوضح هندي أن الحياة تحتاج إلى توازن في كل شيء، فالسعادة شعور جميل، ولكن إذا تجاوزت حدها، قد تتحول إلى شيء آخر يصعب التعامل معه، يجب ألا نستهين بتأثير المشاعر على صحتنا، فكما يمكن للحزن أن يكون قاتلًا، فإن الفرح الشديد قد يحمل نفس المخاطر.

تأثير المشاعر على القلب

تشير الأبحاث إلى أن متلازمة القلب السعيد ليست مجرد مفهوم شعري، بل هي حالة طبية حقيقية، وفقًا لدراسات سابقة، فإن ردود فعل القلب عند الفرح الشديد تشبه تلك التي تحدث عند الحزن الشديد، هذا يعني أن الجسم يتفاعل بشكل مشابه مع كل من المشاعر الإيجابية والسلبية، مما قد يؤدي إلى أزمات قلبية.

تتطلب هذه الظاهرة اهتمامًا خاصًا من الأطباء والمختصين، حيث يجب توعية الأفراد، خاصة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، بأهمية التحكم في مشاعرهم، فالمبالغة في الفرح أو الحزن قد تؤدي إلى أعراض عضوية مثل ألم شديد في القلب واضطراب في نبضاته.