ماتت والحنة في إيديها.. حكاية الغداء الأخير لعروس بورسعيد قبل ساعات من زفافها
في ليلة كانت تنتظرها منذ شهور، تحولت لحظات الفرح إلى حزن شديد. ليلة حنة الشابة سلمى محسن الديب، عروس بورسعيد، كانت في قمة سعادتها ترقص وتغني وتزغرد وسط أهلها وأصدقائها دون أن تدرك أنها تعيش آخر ساعات في حياتها، فقبل ساعات قليلة من حفل زفافها صعدت روحها إلى بارئها لتترك حزنًا عميقًا في قلوب من يعرفها ومن لا يعرفها.
الغداء الأخير.. ولحظات الوداع
في ظهيرة اليوم التالي، كانت سلمى تجلس مع عائلتها حول مائدة الغداء، في أجواء يغمرها الفرح والاستعدادات الأخيرة لحفل الزفاف. كانت تضحك وتمزح، ولم يُظهر جسدها أي علامات على التعب أو الإرهاق. كانت اللحظات تمر ببطء، وكأن الزمن يودعها قبل أن تودعه.
وفجأة، شعر الجميع بشيء غريب. تسقط سلمى، يتغير لون وجهها، تتحول الابتسامات إلى قلق، وتسارع العائلة بنقلها إلى المستشفى. هناك وبين جدران غرفة الطوارئ، أُعلن الأطباء أن سلمى فارقت الحياة. لم يتحمل قلبها فرحة الأيام المقبلة، ورحلت على إثر إصابتها بهبوط حاد في الدورة الدموية. وهكذا، انتهت قصة العروس التي كانت تتجهز لليلة العمر.
حزن في بورسعيد على رحيل سلمى
في اللحظات التي انتشر فيها خبر وفاة سلمى، امتلأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات حزينة من صديقاتها وأقاربها. بدأوا في كتابة رسائل وداع مؤلمة، ولُقبت سلمى بلقب «عروس الجنة». بين كل تعليق وصورة، ظهرت مشاعر صادقة من الفقد والحسرة على رحيل شابة لم تُكتب لها الحياة لترتدي فستان زفافها. وكتبت إحدى صديقاتها: «البقاء والدوام لله.. كانت سلمى رمزًا للأدب والأخلاق، جهزت كل شيء لليلة فرحها، لكنها تركتنا فجأة قبل أن تتحقق أحلامها. الله يرحمك يا عروس الجنة».
هل يموت الإنسان من السعادة؟
السعادة المفرطة قد تؤدي إلى ما يُعرف بمتلازمة «القلب السعيد»، وهي حالة طبية نادرة تشبه متلازمة «القلب المكسور»، وقال الأطباء والمتخصصون أنه في الحالتين، يتفاعل القلب بشكل قوي مع المشاعر الجياشة، سواء كانت فرحًا شديدًا أو حزنًا عميقًا. وحذر الدكتور جمال شعبان، عميد معهد القلب الأسبق، من الفرح الشديد المفاجئ، مؤكدًا أنه قد يكون له تأثير مدمر على القلب مثل الحزن. وقال: «زي ما الزعل الشديد ممكن يكسر القلب ويؤدي لصدمة قلبية، الفرح الشديد برضه ممكن يعمل خلل في كهرباء القلب ويسبب الموت المفاجئ».
وأضاف الدكتور شعبان عبر صفحته على موقع الفيس بوك: «الاعتدال في المشاعر ضروري، كما قال الله تعالى (لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم). الله نهانا عن الإفراط في الحزن والفرح. الخطر ليس فقط في الحزن، بل الفرح المبالغ فيه قد يكون قاتلًا أيضًا».