«مصير مجهول».. هل سيواجه بشار الأسد المحاكمة؟
أسبوع مر على سقوط نظام بشار الأسد، لتظهر تساؤلات عن عن مكان الرئيس السوري المعزول، حيث كانت آخر الأنباء الوارده عن الأسد ما نقلته وكالات أنباء روسية عن مصدر في الكرملين قوله إن بشار الأسد وأفراد عائلته وصلوا إلى موسكو وحصلوا على اللجوء لاعتبارات إنسانية، ولكن إلى أين بالضبط فهو غير واضح، كما أن مكان زوجته وأبنائه الثلاثة غير معروف.
أما التساؤل الآخر فتعلق بما ينتظره في المستقبل، وهل سيواجه بشار الأسد المحاكمة على ما تردد وتم تناقله بشأن تسببه في مقتل أكثر من نصف مليون شخص، واختفاء عشرات الآلاف خلال صراعات دامت لنحو 13 عامًا؟
وفقًا لقواعد اللجوء في روسيا، هناك العديد من الحقوق التي يتمتع بها طالبو اللجوء واللاجئون، والتي تتحمل الدولة المضيفة مسؤولية ضمانها، وجرى تدوين هذه الحقوق في اتفاقية اللاجئين وفي معاهدات حقوق الإنسان، وتتعلق بإمكانية البقاء في الدولة المضيفة وعدم إعادتهم إلى بلدهم الأصلي (الإعادة القسرية)، والتعليم، والرعاية الصحية، والإسكان، والتوظيف، والأسرة، وغيرها من القضايا.
ووفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من الحقوق المهمة التي يتمتع بها اللاجئون وطالبو اللجوء وغيرهم ممن يخشون على حياتهم أو حرياتهم، ألا يتم إبعادهم بأي شكل من الأشكال من قبل الدولة المضيفة إلى بلدهم الأصلي أو إلى أي بلد آخر، إذ قد يتعرضون لخطر الأذى الجسيم.
وهذا الحق، الذي يسمى مبدأ عدم الإعادة القسرية، منصوص عليه في اتفاقية اللاجئين وفي معاهدات حقوق الإنسان الأخرى، وهو أيضًا جزء من ما يسمى بالقانون الدولي العرفي، وبالتالي يجب أن تضمنه جميع البلدان.
ولا تقوم روسيا بتسليم مواطنيها، وهى عملية قانونية يتم بموجبها إعادة شخص ما إلى بلد أو دولة أخرى لمواجهة المحاكمة بتهمة ارتكاب جريمة مشتبه بها.
وباعتبارك لاجئًا أو شخصًا عديم الجنسية في دولة وقعت على اتفاقية اللاجئين لعام 1951 واتفاقية انعدام الجنسية لعام 1954، يحق لك الحصول على وثيقة سفر بموجب اتفاقية «CTD» للسفر، إلا أنه غالبًا ما يواجه اللاجئون تحديات في الممارسة العملية عند محاولة السفر دوليًا، ولكن من غير المرجح أن يغادر بشار الأسد روسيا ويذهب إلى بلد يمكن تسليمه فيه إلى سوريا أو أي بلد آخر قد توجه إليه اتهامات بارتكاب جريمة.
أين بشار الأسد الآن؟
يذكر أنه وفقًا لما أفادت به مصادر مطلعة لوكالة رويترز لم يطلع بشار الأسد أحدا على خططه للفرار من سوريا، حتى مساعديه وأقاربه تعرضوا للتضليل بشأن فراره إلى روسيا، حيث أبلغ مدير مكتبه، قبل يوم من انهيار حكمه بأنه سيعود إلى منزله لكنه توجه للمطار، كما طلب من بثينة شعبان، مستشارته الإعلامية، الحضور لمنزله لكتابة خطاب له وعندما وصلت لم تجد أحدا.
ولم يبلغ الأسد حتى شقيقه الأصغر ماهر، قائد الفرقة المدرعة الرابعة، بخطة خروجه، بحسب 3 مساعدين، حيث كشف أحد الأشخاص أن ماهر طار بطائرة هليكوبتر إلى العراق ثم إلى روسيا.
وكان الكرملين كشف أن عملاء بالمخابرات الروسية نظموا خروج الأسد من دمشق عبر طائرة من قاعدة عسكرية روسية، وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن بشار الأسد استقال من منصبه كرئيس لسوريا وغادر البلاد، وأعطى تعليماته بانتقال السلطة سلميًا، مؤكدًة أن روسيا لم تشارك في هذه المفاوضات.
وأكد مصدر في الكرملين لوكالة «تاس» في 8 ديسمبر، أن الأسد وأفراد أسرته وصلوا إلى موسكو ومنحتهم روسيا اللجوء لأسباب إنسانية.