مكاسبها فاقت الذهب.. هل تصبح الفضة أفضل ملاذات الاستثمار؟
أصبحت الفضة خيارًا مميزًا للمستثمرين الباحثين عن فرص بعوائد جيدة دون الحاجة إلى إنفاق مبالغ طائلة كالتي يتطلبها الاستثمار في الذهب، وفق ما قاله مسؤولون في شركات وقطاع الذهب.
وأوضحوا أن مكاسب الفضة تفوق الاستثمار العائد من الذهب بعد أن سجلت مكاسبها الضعف خلال العام الجاري مقارنة بالعام الماضي، وهو ما جذب أنظار المستثمرين لها لتكون أحد المصادر المتاحة لهم في استثمار أموالهم بشكل آمن ومربح.
ربح يفوق الذهب
قال مسؤول في شركة "نجم الدين" للذهب، إن أسعار الفضة ارتفعت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، حيث بلغ سعر الكيلو 16 ألف جنيه منذ عامين، وقفز إلى 30 ألف جنيه العام الماضي، قبل أن يصل إلى 58 ألف جنيه هذا العام.
وأضاف أن هذه القفزة الكبيرة في الأسعار دفعت العديد من المستثمرين إلى إدراك القيمة الحقيقية للفضة، فهي أصبحت مصدرًا لتحقيق أرباح مضاعفة مقارنة بالذهب، مشيرًا إلى أنه من استثمر في الفضة العام الماضي بمليون جنيه، حقق مكاسب تصل إلى ثلاثة ملايين جنيه، بينما من استثمر المبلغ نفسه في الذهب، حقق مكسبًا يعادل مليون جنيه فقط.
وأشار، إلى أن التنوع بين الذهب والفضة في الاستثمار يعد الخيار الأفضل، حيث يمكن توزيع رأس المال بنسبة 75% للذهب و25% للفضة لضمان الاستفادة من مكاسب السوقين.
السبائك الفضية الأكثر جاذبية
وأوضح أن، السبائك الفضية الخيار الأكثر جاذبية للمستثمرين، حيث تتوفر بأوزان وأسعار متنوعة، حيث تبلغ تكلفة كيلو الفضة 57 ألف جنيه، في حين يصل سعر نصف الكيلو إلى 29،700 جنيه، والربع كيلو إلى 15 ألف جنيه، أما السبيكة بوزن 100 جرام، فيبلغ سعرها 6350 جنيهًا، مما يجعلها بديلًا اقتصاديًا للذهب، حيث يتجاوز سعر جرام الذهب 3000 جنيه.
خيارات متنوعة
وقال مسؤول في شركة "BTC" للذهب أنه رغم إتاحة الفضة فرصًا استثمارية أفضل للمستثمرين ذوي الميزانيات المحدودة، فإنها لا تزال غير مقدرة بالكامل في السوق المصري، برغم من أنها تشهد تحركات سريعة مثل الذهب.
وأوضح أن الفضة تتيح خيارات مختلفة منها شراء 15 جرامًا فقط من الذهب بمبلغ 50 ألف جنيه، يمكن شراء كيلو من الفضة بهذا المبلغ، ما يحقق عوائد أكبر في حالة ارتفاع الأسعار.
معدن ثمين
وقال نادي نجيب، سكرتير عام شعبة الذهب سابقًا، إن الفضة تعد معدنا ثمينا مثل الذهب، لكنها تختلف عنه في الأسعار وطبيعة الطلب، حيث أن الذهب يحتفظ بقيمته العالية نظرًا لندرته عالميًا وزيادة الطلب عليه، بينما تستخدم الفضة بشكل أكبر في المشغولات الزينة، ما يجعل تحركات أسعارها أقل حساسية مقارنة بالذهب.
وأضاف نجيب أن "الذهب سلعة حساسة وعالمية تتأثر بالأحداث الدولية والسياسية بشكل أكبر من الفضة"، وبالرغم من إمكانية تحقيق ربح من الاستثمار في الفضة، فإن هذا الربح عادة ما يكون محدودًا مقارنة بالذهب، ومع ذلك، هناك شريحة من المستثمرين تلجأ إلى الفضة، خصوصًا ممن لا يمتلكون السيولة الكافية للاستثمار في الذهب.
وأوضح أن، سوق الفضة يقدم العديد من الخيارات للمستثمرين، حيث تتنوع أعيرتها بين 600 و800 وعيار 1000، وهو ما يعادل عيار 24 في الذهب، وذكر أن الأسعار الحالية للفضة تسجل تقريبا، عيار 80 بسعر 38 جنيهًا للجرام، وعيار 90 بحوالي 44 جنيهًا، وعيار 1000 بحوالي 50 جنيهًا.
واتفق معه، ناجي فرج، مستشار وزير التموين لشؤون صناعة الذهب، إن الفضة تسير في نفس مسار الذهب من حيث اتجاهات السوق، لكنها تتميز بقيمتها المادية الأقل، مما يجعل أي ارتفاع طفيف في أسعارها فرصة لتحقيق هامش ربح جيد.
وأضاف فرج، أن الإقبال على الفضة شهد تحسنًا ملحوظًا، حيث وجدها البعض وجهة استثمارية جيدة، والاستثمار فيه يختلف من شخص لآخر، بناءً على احتياجاتهم وقدراتهم الاستثمارية، سواء من خلال شراء السبائك أو الجنيهات الفضية.