طبيب يجيب.. هل على الإنسان «الاستحمام» كل يوم؟
يعتبر الجلد أكبر عضو في جسم الإنسان، إذ تبلغ مساحة سطحه حوالي 15 إلى 20 قدمًا مربعًا (1.4 إلى 1.9 مترًا مربعًا)، ويضع بعض الخبراء التقدير أكبر بـ 10 مرات على الأقل، إذا كانت الزوايا والشقوق التي أنشأتها بصيلات الشعر وقنوات العرق تؤخذ بعين الاعتبار، كما أنه خط الدفاع الأول لجسمنا.
يقول الدكتور جيمس هامبلين، المتخصص في الصحة العامة والطب الوقائي، إنه على بشرتنا يعيش مجتمع ميكروبي تمامًا كما هو الحال في أمعائنا، إذ أن ميكروبيوم الجلد هو وسيط يتفاعل مع كل من العالم الداخلي لجسمنا والعالم الخارجي، وتؤثر نتائج هذه التفاعلات على صحة الشخص، ولكن غسلها باستمرار يمكن أن يتسبب مشاكل صحية.
وأوضح أن هناك تناغم بين الزيوت والمواد الكيميائية التي يفرزها الجلد بشكل طبيعي وميكروبيوم الجلد الذي يعيش على هذا الجلد«، مُضيفًا:»إنك تعطل الميكروبيوم مؤقتًا عندما تأخذ حمامًا ساخنًا وتستخدم (الصابون)، لكنك أيضًا تعطل بشكل أساسي التربة التي تعيش عليها تلك الميكروبات، عن طريق تجفيف بشرتك وإزالة جميع الزيوت.
وأضاف أن الاستحمام ليس سيئا بالضرورة، لكنه يغير الديناميكية، وإذا كان الشخص عرضة لسلسلة من الالتهابات مثل ما يحدث مع الأكزيما أو حب الشباب، فمن الممكن أن تؤدي إلى تفاقم (تلك المشكلة)، متابعًا أن الاستحمام ليس مثل النظافة، إذ أن النظافة تهدف إلى منع انتقال الأمراض المعدية، في حين أن التطهير هو أمر شخصي وله طقوس أكثر.
وأكد أن النظافة هي أمر أوسع بكثير من الشعور بالانتعاش والتجديد، لذلك فإن استخدام الرغوة من الرأس إلى أخمص القدمين كل يوم هو محض خيار تجميلي وترفيهي، وليس ضروريًا للصحة، إذ أنه يمكن لأي شخص أن يتجول برائحة كريهة للغاية ويبدو أشعثًا للغاية ولا يشكل أي خطر على أي شخص.
وذكر المتخصص في الصحة العامة والطب الوقائي، بالنسبة لبعض الناس، شطف اليدين أمر جيد بما فيه الكفاية، والبعض الآخر يريد تجربة التدليل من الألف إلى الياء، لافتًا إلى أن هناك الكثير من الأشخاص الذين يشعرون أنهم بحاجة إلى الاستحمام كل يوم، حتى مرتين في اليوم، أو في كل مرة يتعرقون فيها، يحتاجون إلى الاستحمام. وأشخاص آخرون (يستحمون) بشكل أقل بكثير.