سر مومياء طفل نائم «بقبعة ملونة» من 1600 عام قبل الميلاد.. «الآثار» تكشف تفاصيل مقبرة أبيدوس

كشفت وزارة السياحة والآثار، عن التفاصيل الكاملة لاكتشافين أثريين بمحافظة سوهاج، يلقيان الضوء على حقب تاريخية مختلفة من الحضارة المصرية.
كانت وزارة السياحة والآثار، بالتعاون مع بعثات أثرية مصرية ودولية، أعلنت العثور على مقبرة ملكية تعود لعصر الانتقال الثاني في جبانة جبل أنوبيس بأبيدوس، إضافة إلى ورشة متكاملة لصناعة الفخار من العصر الروماني في قرية بناويط.
ويمثل الاكتشافان إضافة نوعية للأبحاث الأثرية في صعيد مصر، حيث يقدمان أدلة جديدة على تطور المقابر الملكية، كما يبرزان دور سوهاج كمركز اقتصادي وصناعي خلال العصور القديمة.
ويعد اكتشاف المقبرة الملكية في أبيدوس خطوة مهمة لفهم تطور أنظمة الدفن الملكية بين عامي 1700 و1600 قبل الميلاد، وهي فترة شهدت اضطرابات سياسية في مصر القديمة.
ووفقًا للدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، فإن هذا الكشف يثري معرفتنا بملوك «أسرة أبيدوس»، الذين حكموا صعيد مصر قبل إعادة توحيد البلاد تحت سلطة الفراعنة الأقوياء.
تفاصيل المقبرة الجديدة
تقع المقبرة على عمق سبعة أمتار تحت سطح الأرض، وتضم غرفة دفن مشيدة من الحجر الجيري، مغطاة بأقبية من الطوب اللبن بارتفاع خمسة أمتار، وتحتوي على نقوش بارزة للمعبودتين إيزيس ونفتيس، اللتين كانتا ترمزان للحماية في العالم الآخر.
وأوضح الدكتور جوزيف وجنر، رئيس البعثة المصرية الأميركية، أن الدراسات لا تزال مستمرة لتحديد هوية صاحب المقبرة، مشيرًا إلى أن هذا الاكتشاف قد يغير فهمنا لهذه الحقبة المجهولة من التاريخ المصري.
وفي قرية بناويط، وعلى بعد كيلومترات قليلة من أبيدوس، تمكنت بعثة المجلس الأعلى للآثار من العثور على ورشة متكاملة لصناعة الفخار، تعود إلى العصر الروماني، كانت واحدة من أكبر المراكز الصناعية التي زوّدت الإقليم التاسع بالأواني الفخارية والزجاجية المستخدمة في الحياة اليومية والتجارة.
وتضم عددًا كبيرًا من الأفران والمخازن الواسعة لتخزين المنتجات الفخارية، اكتشف داخلها 32 قطعة أوستراكا مكتوبة بالخطين الديموطيقي واليوناني، توضح طبيعة المعاملات التجارية والضرائب المفروضة آنذاك.
إلى جانب الورشة، عثرت البعثة على عدد من المقابر المشيدة بالطوب اللبن، تحتوي على دفنات جماعية لأفراد من مختلف الأعمار.
ويعد هذا الاكتشاف مهمًا في دراسة العادات الجنائزية خلال الفترات المتأخرة.
أبرز المكتشفات داخل المقابر:
- مومياء لطفل وُضع في وضعية النوم، يرتدي قبعة نسيجية ملونة، ما يشير إلى طقوس دفن خاصة بالأطفال.
- جمجمة لسيدة في العقد الثالث من العمر، قد تكون من سكان المنطقة أو عاملة في الورشة المكتشفة.
- بقايا نباتات قديمة مثل جذور القمح وبذور الشعير ونخيل الدوم، والتي تقدم نظرة عن الحياة الزراعية في تلك الفترة.
أهمية الاكتشافات وتأثيرها على السياحة والبحث العلمي
أكد وزير السياحة والآثار، شريف فتحي، أن هذه الاكتشافات تساهم في تعميق فهمنا للحضارة المصرية القديمة، وتدعم جهود تنشيط السياحة الثقافية في مصر.
وأشار إلى أن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا للبعثات الأثرية المصرية والدولية لاستكشاف المزيد من أسرار التاريخ المصري.
وأضاف الوزير أن هذه الاكتشافات تؤكد الدور العلمي الذي يقوم به المجلس الأعلى للآثار، وتفتح آفاقًا جديدة أمام الباحثين لدراسة تطور أنظمة الدفن، والتجارة، والصناعة عبر العصور المختلفة.