ملهمش حد غيري يخدمهم.. «أحمد» هجرته زوجته بسبب والدته وشقيقته القعيدتين| شاهد
بظهر منحنيًا لا يقوى على الوقوف مستقيمًا، يستيقظ مع نور الشمس ليبدأ يومًا شاقًا تتكرر معه آلامه، فقد منحه الله شقيقة تعاني من تآكلٍ في كعبيها، وأم قعيدة مريضة بالشلل النصفي، تجدان في «أحمد» ظهرًا صلبًا وخير سند، يحملهما لقضاء الحاجة وإنجاز المهام اليومية، غير عابئٍ بنفسه، أو بظهره الذي يحمل همومًا أكثر من الآلام، ولا يحلم سوى بعلاج أسرته الصغيرة ومساعدته في تحمل أعباء الحياة.
تفاصيل معاناة الأم والشقيقة
بين جدران أربعةٍ داخل شقةٍ سكنيةٍ بسيطةٍ بأحد أحياء محافظة الغربية، يعيش أحمد فوزي صاحب الـ43 عامًا، مع والدته السبعينية «رئيسة»، وشقيقته «جيهان» التي تكبره بعامين فقط، وهما لا حول ولا قوة لهما، بسبب معاناتهما مع المرض، الذي حرمهما من ممارسة حياتهما بصورة طبيعية، ليصبح الابن والشقيق الأربعيني، هو اليد والعكاز لهما في الحياة، يساعدهما على تجاوز الأيام الصعبة بمفرده.
منذ عشرة أشهر، تعرضت الأم صاحبة الـ79 عامًا، للإصابة بجلطة في المخ، أدت إلى حدوث شلل نصفي لها في الجانب الأيسر من جسدها، فيما تعيش الشقيقة (45 عامًا) في معاناة بالغة مع المرض على مدار 7 أعوام، بعدما تعرضت بشكل مفاجئ إلى تآكل في كعبيها، إثر تعرضها لحالة نفسية صعبة بعد فشل زواجها مرتين متتاليتين، ومن ثم تطور مرضها حتى أصبحت غير قادرة على حمل الأشياء وضعف تام في أعصاب يديها.
مساعدات شخصية
يقضي «أحمد» صاحب الـ43 عامًا، ساعات يومه في خدمة والدته وشقيقته القعيدتين، ما بين مساعدتهما على الاغتسال وقضاء حاجتهما، وتحضير الطعام إليهما، وتنظيف المنزل، وغيرها من المهام الشاقة، إذ لا يشعر بآلامهما أحد سواه، «لو أمي وأختي ماتوا محدش هيعرف غير من ريحتهم».
تفكك أسري
بدلا من دعمه ومساندته كونها الشريك الأول والأساسي له في الحياة، تخلت زوجة «أحمد» عنه نظرًا لتفرغه لرعاية والدته وشقيقته، تاركة منزل الزوجية، ومن ثم اصطحبت طفلتيهما وانتقلت للعيش مع أسرتها، «مراتي تخلت عني وقالتلي أنا مش خدامة لمامتك، وبقالي 13 شهر مش بشوف بناتي».
استغاثة عاجلة
ويستغيث المواطن الأربعيني بالمسؤولين لمحاولة توفير مأوى لرعاية شقيقته ووالدته، ونفقات علاجهما، بعد أن تراكمت الديون عليه، نظرًا لتركه لعمله بالتدريس، والتفرغ لرعايتهما، «ديوني كترت ومبقتش عارف أوفر فلوس لعلاجهم، استلفت من طوب الأرض».