وعدني نمشي سوا.. سيدة تلحق بزوجها بعد وفاته بـ10 ساعات في الوراق
أربعيني وزوجته يحسدهما الجميع على علاقتهما الطيبة وحبهما الواضح للقريب والبعيد، المرض أصاب كليهما بشكل مفاجئ، إلا أنهما كانا يقاومانه سويا.
وعدني نمشي سوا
صباح الجمعة في منطقة الوراق، انتبه أهالي الشارع لصرخات جارتهم بعد إصابة زوجها بحالة إعياء شديدة، ليهرعوا إليها لمساعدتها ونقله إلى المستشفى.
دقائق مرت ثقيلة على الزوجة القلقة حتى خرج الطبيب بوجه حزين يواسيهم قائلا: "البقاء لله".
صراخ مستمر أصاب الزوجة وسقطت على الأرض في حالة انهيار ترفض بشدة ما سمعته من الطبيب برحيل رفيق روحها مرددة: "لا شوفوه تاني أكيد عايش، هو قالي مش هيمشي ويسيبني لوحدي، دي 18 سنة عشرة".
حالتها أصابت المحيطين بها بحالة من الحزن وشاركها الأهل والأقارب والجيران البكاء ورثاء زوجها الراحل الذي أعلن الأطباء أنه فارق الحياة إثر أزمة قلبية.
الحزن موتها
داخل المنزل البسيط في منطقة الوراق بعدما أعاد الابن الوحيد للزوجين جثمان أبيه من المستشفى، بدأت رحلة الأشقاء والأقارب في تجهيز الجنازة والدفنة.
داخل غرفته رقدت الزوجة بجوار جثمان زوجها تعاتبه على نقضه لعهدهما بالرحيل سويا، رافضة كل محاولات أسرتها بإبعادها عنه حتى لا تمرض هي الأخرى، خاصة أنها تعاني من مرض الغدة الدرقية.
10 ساعات مرت على الزوجة بجوار زوجها، وحانت لحظة تجهيز جثمانه للغسل والتكفين، فدخل ابنهما البالغ من العمر 17 عاما يخبرها بضرورة ترك والده حتى يشيعوه لمثواه الأخير فوجدها نائمة بجواره، حاول إيقاظها إلا أنها لم تجبه، فجذبت صرخاته وبكاؤه المتواجدين بالشقة، فاستدعوا طبيبا قريبا ليصدمهم بخبر وفاتها بجوار جثمان زوجها.
انهيار أصاب جميع المتواجدين الذين ردووا: "حزنها على جوزها موتها وفت بوعدها ومشيوا سوا"، فيما كان حال الابن الأصعب، فهو فقد الأب والأم في لحظة واحدة، وبدلا من تجهيز والده للدفن أصبحت والدته هي الأخرى، ليخرجا من المنزل في نعشين بجنازة واحدة ويدفنوها معه في ذات القبر.
بلاغ وشبهة
تلقت مديرية أمن الجيزة إخطارا بوفاة رجل بمنطقة الوراق بشكل طبيعي بعد إصابته بأزمة قلبية، ثم لحقت به زوجته بعد عدة ساعات قبل دفنه، ما أدى لإبلاغ قسم الشرطة.
وكشفت التحريات بإشراف اللواء هاني شعراوي، مدير المباحث الجنائية، والعميد عمرو حجازي، رئيس مباحث قطاع شمال الجيزة، أن الزوج توفى قبل زوجته بـ 10 ساعات، ثم لحقته الزوجة، ما أثار شكوك الأهل ومفتش الصحة في أثناء استخراج تصريح الوفاة، والذي أخطر أجهزة الأمن والتي بدورها انتدبت المعمل الجنائي والجهات المختصة وطبيب الصحة.
وبعد توقيع الكشف على الجثمان لم يستدل على أية شبهة جنائية في الوفاة، والتي اعتقد البعض أنها كانت نتيجة تسمم في بداية الأمر.
وبعد انتهاء المعاينة والكشف الطبي الظاهري على جثة الزوجة، تبين عدم وجود أي علامات تشير إلى وجود شبهة جنائية، وأن الوفاة طبيعية، وتم التصريح بدفن الجثمان بعد استخراج التصريحات اللازمة.