فجأة حسّيت بإيده على جسمي.. فتاة الوايلي تكشف لحظات الرعب داخل ميني باص

فجأة حسّيت بإيده
فجأة حسّيت بإيده على جسمي.. فتاة الوايلي تكشف لحظات الرعب دا

لم تكن تعلم ندى الشرقاوي، الطالبة بالسنة الرابعة بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان، أن رحلة عادية رفقة والدتها ستتحول إلى كابوس سيظل محفورًا في ذاكرتها..
«ركبنا الميني باص من عند قرايبنا، أنا وماما، وقعدنا ورا السواق على طول.. الدنيا كانت زحمة، وأنا كنت تعبانة وعايزة أوصل».. هكذا بدأت «ندى» بصوت لا يزال يحمل بحة الغضب، وارتجاف الخوف عن تحرش رجل مُسن بها.

طالبة جامعية توثق لحظات التحرش في ميني باص بالقاهرة

كانت تشعر بلمسة غريبة على جسدها، لم تكن متأكدة في البداية، ظنّت لوهلة أنها توهمت، «بس الإيد اتكررت، مرة واتنين.. وساعتها قلت لنفسي: لا، ده مش صدفة».

مدّت يدها لتقبض على اليد الغريبة، «ولقيتها إيد راجل كبير في السن.. شعره أبيض.. قاعد جنبي على طول»، تقول الفتاة العشرينية وهي تشهق بين كلمة وأخرى، كأنها تعيد اللحظة.

في تلك اللحظة لم تتمالك نفسها، «فضلت أصرخ، وقلت له بصوت عالي: يا شايب.. عيب عليك!»، لتتلفت والدتها بجوارها، «قالت لي مالك؟ عملك إيه؟ قلت لها: اصبري يا ماما»، وكانت الأم ما زالت تحاول عدم تصديق ما يحدث: «ردّت عليا وقالت يمكن مش يقصد حاجة!».

فيديو يكشف تحرش مسن بفتاة في ميني باص

لكن «ندى» كانت حاسمة، «قلت لها: اسكتي يا ماما.. أنا عارفة أنا بقول إيه».. من آخر الميني باص، اقتربت فتاة وقالت للرجل: «إنت مش هتنزل؟»، وهنا بدأ الراكب المتحرش في التوتر، بينما أخرجت الفتاة المجنى عليها هاتفها وبدأت التصوير.

«كنت بصوّر بإيدي وهي بتترعش، بس كان لازم أوثّق اللي حصل، علشان ما يتكررش مع حد تاني»، تضيف «ندى».

في تلك اللحظة، تدخل شابان فقط من الركاب، أحدهما ضرب الرجل في صدره قائلًا: «عيب عليك! البنت زي بنتك!»، بينما اكتفى آخرون بالصمت أو بالتوسل لها أن تتركه ينزل، «كان في ناس بتقولي خلاص خليه ينزل، ومحدش هيصدق، والبنت اللي زيك لما تتكلم الناس بتهينها»، تحكي وهي تدمع.

كان المتحرش يرد قائلًا: «خلاص خلاص هنزل هنا.. نزلني عند كوبري أحمد سعيد في الوايلي»، وبالفعل، نزل ومشى كأن شيئًا لم يكن، «ولا السواق فكر يوقف الميني باص.. كمل كأنه ما سمعش حاجة!».

شهادات متطابقة ضد متحرش متسلسل في مواصلات القاهرة

عادت «ندى» إلى منزلها في مدينة نصر، وجلست تبكي، «قلت لأخويا، وهو مهندس عنده 28 سنة، وحكيت له كل اللي حصل.. قال لي: خلاص، هنتصرف، وهتروحي القسم».

توجه شقيقها أولًا إلى قسم ثالث مدينة نصر، «قالوا له لأ، روح القسم اللي تابع لمكان الواقعة»، وهناك اتخذت «ندى» قرارًا آخر: أن تكتب ما جرى على فيسبوك.

«كنت مرعوبة، بس قلت لازم أحكي.. يمكن غيري يتشجّع، ويمكن أفضح الراجل ده»، وبالفعل، نشرت «ندى» القصة والفيديو.

ما لم تكن تتوقعه، هو ما حدث بعدها. «فوجئت إن 3 بنات بعتولي وقالوا لي: ده نفس الراجل اللي اتحرش بينا قبل كده!، بنفس الخط اللي بيمشي فيه الميني باص ده!»، تقول بدهشة وصدمة في صوتها.

«مش هسكت تاني»

في اليوم التالي- الأربعاء، ذهبت «ندى» إلى قسم شرطة الوايلي بصحبة شقيقها، وهناك حررت محضرًا رسميًا، واصطحبها رئيس المباحث مع قوة من القسم إلى مكان الواقعة.

«فحصوا الكاميرات، واتضح إن الراجل نزل من الميني باص وركب ميكروباص تاني، وبدأوا يتتبعوه»، تحكي «ندى» بتوتر واضح، «أنا لسه مش مصدقة إن فيه تحرك حقيقي.. بس كمان مش مصدقة اللي حصلي!».

رغم دراستها في مجال علم النفس والإدمان، تؤكد «ندى» أن ما مرت به لم يكن سهلًا، «أنا أول مرة أتعرض لحاجة زي دي.. حسّيت إني اتكسرت.. بس قررت ما أسيبش حقي، ولا حقي يبقى زي حقوق بنات كتير راحوا وسكتوا».

وتضيف: «أنا مش بس بعمل كده علشاني.. بعمله علشان أي بنت جاية بعدي، وعشان نعلم الناس تقول (عيب)، مش تسكت!».

لم يكن ما مرت به طالبة الخدمة الاجتماعية مجرد واقعة عابرة، بل جرحًا في الذاكرة، وخطوة أولى في معركة قررت خوضها حتى نهايتها. «أنا هكمل، وهفضل أقول، وأصور، وأشتكي.. مش هسكت تاني أبدًا».